عبد الله بن الأصم، عن يزيد بن الأصم أنه أخبره، عن ميمونة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -، قالت: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا سجد خوَّى بيديه -يعني: جنَّح- حتى يُرى وَضَحُ إبطيه من ورائه، وإذا قعد اطمأن على فخذه اليسرى.
أخرجه مسلم (٤٩٧)، ويأتي تخريجه في سنن أبي داود برقم (٨٩٨) إن شاء الله تعالى.
• وأما جملة: وكان ينهى عن عَقِبِ الشيطان، أو: عن عقبة الشيطان: وفسِّر بالإقعاء المكروه، وهو إقعاء الكلب، وفيه أحاديث كثيرة لا تخلو من مقال، ويأتي الكلام عليها عند الكلام عن الإقعاء المسنون عند أبي داود برقم (٨٤٥) إن شاء الله تعالى.
وفسِّر أيضًا بترك العقبين غير مغسولين في الوضوء، كما قاله ابن الأثير في النهاية (٣/ ٢٦٨)، وفي الوعيد على عدم غسل العقبين أحاديث صحيحة كثيرة، راجع الحديث رقم (٩٧).
• وأما جملة النهي: عن فِرشَة السَّبُع، وفي رواية مسلم: وينهى أن يفترش الرجل ذراعيه افتراش السَّبُع، فهي ثابتة من حديث أنس:
الذي رواه قتادة، عن أنس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "اعتدلوا في السجود، ولا يبسط أحدكم ذراعيه انبساط الكلب".
وهو حديث متفق عليه [البخاري (٥٣٢ و ٨٢٢)، ومسلم (٤٩٣)]، ويأتي تخريجه في موضعه من سنن أبي داود برقم (٨٩٧) إن شاء الله تعالى.
• ولحديث عائشة هذا طرق أخرى لا تصح، وقفت منها على ما رواه:
١ - خلف بن القاسم، قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن كامل: حدثنا أبو أحمد إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم البغدادي: حدثنا الحارث بن محمد: حدثنا أبو مصعب: حدثنا مالك، عن ابن شهاب، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفتتح القراءة بـ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}، وسمعت أبا بكر الصديق يفتتح القراءة بـ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}، وسمعت عمر بن الخطاب يفتتح القراءة بـ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}، وسمعت عثمان بن عفان يفتتح القراءة بـ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}.
أخرجه ابن عبد البر في التمهيد (٢٠/ ٢٠٤)، قال: حدثنا خلف به.
قال ابن عبد البر: "وهذا حديث موضوع بهذا الإسناد، لا أصل له في حديث مالك، ولا في حديث ابن شهاب، وهو منكر كذب عن هؤلاء، وعن القاسم بن محمد أيضًا، ولا يصح عن أحد منهم، والمعروف فيه عن عائشة ما أخبرناه. . ."، ثم أسند حديث بديل عن أبي الجوزاء عن عائشة.
قلت: الحارث بن محمد الأقرب عندي أنه: ابن أبي أسامة صاحب المسند، فإنه يروي عن طبقة أبي مصعب الزهري.