قال أبو حاتم: "إنما هو عبد الله بن عبيد الله بن عباس، أخطأ فيه حماد" [العلل (١/ ٢٧/ ٤٤)].
وقال أبو حاتم وأبو زرعة: "رواه حماد بن زيد، وعبد الوارث، ومرجَّى بن رجاء، فقالوا كلهم: عن أبي جهضم، عن عبد الله بن عبيد الله، وهو الصحيح" [العلل (٤٤)].
وانظر أيضًا: الثقات لابن حبان (٥/ ٦٩).
• والحاصل: فإن حديث ابن عباس هذا: حديث صحيح؛ رجاله ثقات، سمع بعضهم من بعض، وقد صححه بعض الأئمة:
قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح".
وصححه ابن خزيمة والضياء.
وقال النووي في المجموع (٣/ ٣٠٨): "رواه أبو داود بإسناد صحيح".
وصحح إسناده مغلطاي في شرح سنن ابن ماجه (٥/ ١٩٣).
• قال النووي في المجموع (٣/ ٣٠٨): "وقوله: خمشًا، هو بالخاء والشين المعجمتين؛ أي: خمش الله وجهه وجلده خمشًا، كقوله: عقرى، حلقى".
• ولحديث ابن عباس إسناد آخر بدون موضع الشاهد، ولا يصح [عند: الطبراني في الكبير (١١/ ١١٨١٧/٣٠٦)]، وإسناد آخر بطرف إسباغ الوضوء وحده، وهو غريب [عند: الطبراني (١١/ ١٢٥/ ١١٣٤٤)] [وانظر للتعجب: الأباطيل والمناكير (٢/ ٣٤/ ٤٠٢)، العلل المتناهية (٧٣١)].
***
٨٠٩ - . . . هشيم: أخبرنا حصين، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: لا أدري أكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في الظهر والعصر، أم لا.
• حديث صحيح.
أخرجه أحمد (١/ ٢٤٩)، وأبو عبيد القاسم بن سلام في فضائل القرآن (٣٦٢)، وابن جرير الطبري في تفسيره (١٦/ ٥١)، والطحاوي (١/ ٢٠٥)، وأبو الشيخ في طبقات المحدثين (٢/ ١٣٠)، والضياء في المختارة (١١/ ٣١٦/ ٣١٩).
ولفظه عند أحمد: قد حفظت السُّنَّة كلَّها، غير أني لا أدري أكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في الظهر والعصر أم لا؟ ولا أدري كيف كان يقرأ هذا الحرف: {وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا} [مريم: ٨] أو: عُسيًّا؟
• ورواه جرير بن عبد الحميد، عن حصين بن عبد الرحمن، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: ما سَنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئًا إلا وقد علمته؛ غير ثلاثٍ: لا أدري أكان يقرأ في الظهر والعصر أم لا؟ ولا أدري كيف كان يقرأ: {وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا} أو عُسِيًّا، قال حصين: ونسيتُ الثالثة.