للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[انظر: علل الترمذي الكبير (٢٧٥)]، وأما ابنه وهب، فإنه ثقة أيضًا، وقد يهم على أبيه [انظر: الحديث المتقدم برقم (٣٣٤)، سؤالات الآجري (١٣٣٥)]، وأما في هذا الحديث فليس عندنا قرينة تدل على خطأ أيٍّ منهم، فهو حديث حسن، والله أعلم.

كما أن لحديث ابن عمرو هذا شاهد صحيح بمعناه من حديث أبي هريرة، وآخر بلفظه من حديث ابن عمر ولا يصح، وقريبًا من معناه من حديث عثمان بن أبي العاص، ولا يصح أيضًا:

• أما حديث ابن عمر:

فيرويه يحيى بن عثمان بن صالح: ثنا أبو صالح عبد الله بن صالح: ثنا إسماعيل بن عياش، عن صالح بن كيسان، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، أنَّه قال: ما من سورة في المفصَّل صغيرة ولا كبيرة إلا قد سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرؤها في الصلاة كلِّها.

أخرجه الطبراني في الكبير (١٢/ ٣٦٥/ ١٣٣٥٩)، قال: حدثنا يحيى به.

قلت: هو غريب جدًّا من حديث نافع، ثم من حديث صالح بن كيسان، فإن الشيخين قد أخرجا أحاديث بهذه الترجمة: صالح عن نافع عن ابن عمر [انظر: التحفة (٧٦٨٠ - ٧٦٨٧)]، وهي مشهورة مبثوثة عند أهل المدينة وغيرهم من الثقات، ولصالح تلاميذ كثر من أهل المدينة ومن غيرهم من الغرباء؛ فأين هم عن هذا الحديث الَّذي يتفرد به رجل من أهل الشام دونهم، لا سيما وحديثه عن أهل المدينة مضطرب ضعيف؛ يروي عنهم غرائب ومناكير، وليس لإسماعيل بن عياش عن صالحٍ كبيرُ حديث، بل إنه أحيانًا يروي عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن صالح، وقد تقدم قريبًا شاهدٌ على تخليط إسماعيل بن عياش فيما يرويه عن صالح بن كيسان، انظر ما تحت الحديث المتقدم برقم (٧٣٨).

ثم الراوي عن إسماعيل بن عياش الحمصي: أبو صالح عبد الله بن صالح المصري، كاتب الليث بن سعد: صدوق كثير الغلط، كانت فيه غفلة، وعنه: يحيى بن عثمان بن صالح القرشي السهمي مولاهم، أبو زكريا المصري، وهو: حافظ أخباري، صدوق، له ما يُنكَر، ويحدث من غير كتبه [التهذيب (٤/ ٣٧٧)، الميزان (٤/ ٣٩٦)، السير (١٣/ ٣٥٤)، إكمال مغلطاي (١٢/ ٣٤٧)]، فهو إسناد مدني، ثم حمصي، ثم مصري؛ فما أغربه، وأبعده عن الصحة والصلاحية في الشواهد والمتابعات!.

• وأما حديث عثمان بن أبي العاص:

فيرويه عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن داود بن أبي عاصم، عن عثمان بن أبي العاص: أن آخر ما فارقه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا صليت بقوم فخفف بهم" حتَّى وَقَّتَ في: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}.

وفي رواية: آخر كلام كلمني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ استعملني على الطائف، قال: "خفف الصلاة على الناس" حتَّى وَقَّتَ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}، و {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}، وأشباهها من القرآن.

تقدم تخريجه تحت الحديث السابق برقم (٥٣١)، وهو حديث ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>