وهذا موقوف على أبي بكر الصديق بإسناد صحيح.
وصحح إسناده النووي في الخلاصة (١٢١٦)، وفي المجموع (٣/ ٣٣٥).
وله طرق أخرى عند: البخاري في التاريخ الكبير (٣/ ٢٥٨)، وعبد الرزاق (٢/ ١١٠/ ٢٦٩٩)، وابن أبي شيبة (١/ ٣٢٦/ ٣٧٢٧)، والطحاوي في المشكل (١٢/ ٥٥)، والدارقطني في العلل (١/ ٢٥٩/ ٥٢)، والبيهقي في الشعب (١/ ٥٠٧/ ٨٦٠)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٢٦/ ٢١٢).
٢ - وروى الثوري، عن علي بن زيد بن جدعان، عن الحسن وغيره، قال: كتب عمر إلى أبي موسى: أن اقرأ في المغرب بقصار المفصَّل، وفي العشاء بوسط المفصَّل، وفي الصبح بطوال المفصَّل.
أخرجه عبد الرزاق (٢/ ١٠٤/ ٢٦٧٢).
هكذا رواه عبد الرزاق عن الثوري، وخالفه: أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي، فقال: حدثنا سفيان، عن علي بن علي الرفاعي، عن الحسن، قال: كتب عمر - رضي الله عنه - إلى أبي موسى الأشعري: أن اقرأ في المغرب بقصار المفصَّل، وفي العشاء بوسط المفصَّل، وفي الفجر بطوال المفصَّل.
أخرجه ابن أبي داود في المصاحف (٥٠٨).
قلت: رواية عبد الرزاق أولى؛ فإن أبا حذيفة: صدوق، كثير الوهم، سيئ الحفظ، ليس بذاك في الثوري، وضعفه جماعة في سفيان [التقريب (٦١٩)، شرح علل الترمذي (٢/ ٧٢٦)، التهذيب (٤/ ١٨٨)].
خالفه: شريك بن عبد الله النخعي، فرواه عن علي بن زيد بن جدعان، عن زرارة بن أوفى، قال: أقرأني أبو موسى كتاب عمر بن الخطاب إليه: أن اقرَأ بالناس في الفجر بأول المفصَّل، وفي العشاء بوسط المفصَّل، في المغرب بآخر المفصَّل.
أخرجه ابن أبي شيبة (١/ ٣١٤ و ٣١٦/ ٣٥٩٤ و ٣٦١١)، وحرب الكرماني في مسائله (١٣٨).
قلت: ورواية الثوري أولى بالصواب، شريك بن عبد الله النخعي كان سيئ الحفظ، كثير الغلط، وعليه فلا يثبت هذا الأثر عن عمر بن الخطاب من هذا الوجه؛ فإن علي بن زيد بن جدعان: ضعيف؛ والحسن البصري لم يدرك عمر.
٣ - وروى سفيان الثوري، وأبو الأحوص، وزهير بن معاوية، وزكريا بن أبي زائدة: عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، قال: صلى بنا عمر صلاة المغرب فقرأ في الركعة الأُولى: بـ {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ}، وفي الركعة الثانية: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ}، و {لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ}. لفظ أبي الأحوص، ولفظ الثوري بنحوه.
زاد ابن أبي زائدة أن ذلك كان بمكة، وأنه رفع صوته فقال: {وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ} [التين: ٣]، وختم القصة بقوله: جميعًا من أجل أن فيهن ذكر البلد.