للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -، قالت: شكوت - أو: اشتكيت -، فذكرت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "طوفي من وراء الناس، وأنت راكبة"، قالت: فطفتُ على جملٍ، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي إلى صِقع البيت، فسمعته يقرأ في العشاء الآخرة، وهو يصلي بالناس: {وَالطُّورِ (١) وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ}.

قال ابن لهيعة: وقال أبو الأسود: يقرأ ويرتل إذا قرأ، إلا أن مالكًا قال: يصلي إلى جنب البيت.

أخرجه ابن خزيمة (١/ ٢٦٣ / ٥٢٣).

هكذا وقع خلط بين رواية مالك وابن لهيعة، حيث ركَّب أحدُهم إسناد هذا على إسناد هذا، ومتن هذا على متن هذا، فدخل له حديث في حديث، ولم يفصل بين حديث مالك وحديث ابن لهيعة.

فقد رواه أسد بن موسى [صدوق]، قال: حدثنا ابن لهيعة، قال: حدثنا أبو الأسود، عن عروة، عن أم سلمة، قالت: اشتكيت، فأمرني رسول الله - صل ى الله عليه وسلم - أن أطوف على جمل وراء الناس، وهم يصلون العشاء.

أخرجه ابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (١/ ٦٤/ ٦٩ - مسند ابن عباس).

فظهر بهذا أن إسناد ابن لهيعة بدون ذكر زينب بنت أبي سلمة، وأن ابن لهيعة هو الَّذي عيَّن هذه الصلاة بأنها العشاء، وابن لهيعة: ضعيف.

• وهذا الحديث قد رواه عن الإمام مالك جُلُّ أصحابه وبدون تعيين الصلاة:

رواه الإمام الشافعي، وعبد الله بن يوسف التنيسي، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، ويحيى بن يحيى النيسابوري، وأبو مصعب الزهري، ويحيى بن يحيى الليثي، وعبد الرحمن بن مهدي، وبشر بن عمر الزهراني، ومعن بن عيسى، وعبد الرحمن بن القاسم، وعبد الله بن نافع الصائغ، وإسماعيل بن أبي أويس، ويحيى بن عبد الله بن بكير، ومعلى بن منصور، ومطرف بن عبد الله اليساري، ومصعب بن عبد الله الزبيري، وعبد الرزاق بن همام، والمغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله المخزومي [وهم (١٨) رجلًا، [وهم ثقات في الجملة، وفيهم أثبت الناس في مالك]، وسويد بن سعيد الحدثاني، ومحمد بن الحسن الشيباني [وهما ضعيفان]:

رووه كلهم: عن مالك، عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل، عن عروة بن الزبير، عن زينب بنت أبي سلمة، عن أم سلمة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -، قالت: شكوت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أني أشتكي، فقال: "طوفي من وراء الناس، وأنت راكبة"، قالت: فطفتُ راكبةً بعيري، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - حينئذ يصلي إلى جنب البيت، وهو يقرأ بـ {وَالطُّورِ (١) وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ}.

أخرجه مالك في الموطأ (١/ ٤٩٨/ ١٠٨٤ - رواية يحيى الليثي) (١٣٠٢ - رواية أبي مصعب الزهري) (٦٧٩ - رواية القعنبي) (٩١ - رواية ابن القاسم بتلخيص القابسي) (٥٥٢ - رواية الحدثاني) (٤٧٦ - رواية الشيباني).

<<  <  ج: ص:  >  >>