للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال أبو حاتم: "سعد بن سعيد الأنصاري: مؤدي"، قال ابنه موضحًا معنى هذه العبارة بقوله: "يعني: أنَّه كان لا يحفظ، يؤدِّي ما سمع" [وانظر: بيان الوهم (٣/ ٣٤/ ٦٨٦)، الميزان (٢/ ١٢٠)].

واعتبر ابن حبان حديثه فقال عنه في الثقات: "وكان يخطئ، لم يفحش خطؤه؛ فلذلك سلكناه مسلك العدول"، وقال في المشاهير: "كان رديء الحفظ"، وقال في موضع آخر: "كان يخطئ إذا حدث من حفظه"، وأخرج له في صحيحه (١٧٨٨ و ٣٦٣٤ و ٤٤٦٥)، وقال ابن عدي: "ولسعد بن سعيد أحاديث صالحة تقرب من الاستقامة، ولا أرى بأسًا بمقدار ما يرويه"، وفي هذا تعديل لسعد، وقد سبق أن تكلمت عن هذا الإطلاق عند ابن عدي فيراجع في موضعه [تحت الحديث السابق برقم (٧٥٥) وقال ابن شاهين: "ولست أعلم من أي جهةٍ ضُعِّف"، وأما الدارقطني فقد أنكر عليه حديثًا عن عمرة عن عائشة، ثم قال: "ليس به بأس"، وقال ابن سعد: "وكان ثقة قليل الحديث دون أخيه"؛ يعني: يحيى بن سعيد الأنصاري، وقال العجلي: "مدني، ثقة"، وقال ابن عمار: "ثقة"، وقد أخرج له البخاري تعليقًا، واحتج به مسلم (٩١٨ و ١١٦٤)، وأخرج له أيضًا في المتابعات (٧٥٨ و ٧٨٣ و ١١٤٠ و ٢٠٤٠)، وروى عنه جماعة من كبار الحفاظ مثل: سفيان الثوري وشعبة وعبد الله بن المبارك وابن عيينة، وغيرهم، وروى عنه أخوه يحيى بن سعيد الأنصاري، وهو قد يخالف أحيانًا من هو أوثق منه، ويخطئ، فلا يُطَّرح من حديثه إلا ما أخطأ فيه، ويحتج بما عدا ذلك، وقد شذ ابن حزم حين قال عنه في محلاه: "ضعيف جدًّا، لا يحتج به، لا خلاف في ذلك" [الطبقات الكبرى (٦ - القسم المتمم)، سؤالات ابن محرز (١/ ٩٦/ ٣٩٠)، مسائل أحمد لابنه صالح (١٦٣٥)، العلل ومعرفة الرجال (١/ ٥١٣/ ١٢٠٠)، سؤالات أبي داود لأحمد (١٨٢)، سؤالات المروذي (١١١)، معرفة الثقات (٥٦٣)، جامع الترمذي (٧٥٩)، ضعفاء ال نسائي (٢٨٣)، السنن الكبرى للنسائي (٣١٢) و (٣/ ٢٤٠/ ٢٨٧٧)، مشكل الآثار (٦/ ١٢١) و (١٠/ ٣٢٧)، ضعفاء العقيلي (٢/ ١١٧)، الجرح والتعديل (٤/ ٨٤)، الثقات (٤/ ٢٩٨) و (٦/ ٣٧٩)، المشاهير (٥٣٥ و ١٠٧٦)، الكامل (٣/ ٣٥٢)، ذكر من اختلف العلماء ونقاد الحديث فيه لابن شاهين (٤١)، تاريخ أسماء الثقات (٤٢٣)، سؤالات ابن بكير للدارقطني (١٨)، المحلى (١١/ ٤٠)، بيان الوهم (٣/ ٣٤ / ٦٨٦) و (٤/ ٢١٢/ ١٧٠٣) و (٥/ ٣٧٨/ ٢٥٤٦)، حاشية ابن القيم على سنن أبي داود (٧/ ٦٥)، الميزان (٢/ ١٢٠ و ٦٣٤)، تاريخ الإسلام (٩/ ١٤٦)، السير (٥/ ٤٨٢)، وقال: "أحد الثقات"، المغني (١/ ٢٥٤)، وقال: "حسن الحديث"، إكمال مغلطاي (٥/ ٢٣٢)، التهذيب (١/ ٦٩٢)، التقريب (٢٢٠)، وقال: "صدوق، سيئ الحفظ"، منهج النسائي في الجرح والتعديل (٤/ ١٧٩٢)].

والحاصل: فإن سعد بن سعيد الأنصاري: مدني تابعي، صدوق، يحتج به، كما هو صنيع مسلم، إلا أنَّه ممن يهم ويخطئ، وهو حسن الحديث.

<<  <  ج: ص:  >  >>