الحديث"، وخفي أمره على أبي حاتم، فقال: "محله الصدق، يكتب حديثه، حسن الحديث" [تاريخ ابن معين للدارمي (٧١٧)، أحوال الرجال (٣٧٧)، ضعفاء العقيلي (٤/ ١١)، الجرح والتعديل (٧/ ١٦٩)، علل الحديث (٢٠٩٧)، المجروحين (٢/ ٢٢٩)، الكامل (٦/ ٧٤)، علل الدارقطني (١١/ ٢٠١/ ٢٢٢١)، ضعفاء ابن الجوزي (٣/ ٢٦)، اللسان (٦/ ٤٢٥)].
وفيه أيضًا: الحجاج بن أرطأة، وقد تفرد به عن عبد الكريم بن مالك الجزري، ولا يُعرف من حديثه، والحجاج: ليس بالقوي، وهو معروف بالتدليس، وهو هنا لم يذكر سماعًا، وقد كان يدلس عن الضعفاء والمتروكين.
وحاصل ما تقدم: أن الحديث إنما هو حديث جعفر بن ميمون، وبه يُعرف، ولم يتابع عليه، كما قال العقيلي، وحديثه هذا مما أُنكِر عليه، فهو حديث ضعيف.
• فإن قيل: له طريق أخرى عن أبي هريرة:
فقد روى أحمد بن عبد الله بن محمد الكندي: حدثنا نعيم بن حماد: حدثنا ابن المبارك: أخبرنا أبو حنيفة، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي هريرة، قال: نادى منادي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا صلاة إلا بقراءةٍ، ولو بفاتحة الكتاب".
أخرجه أبو محمد عبد الله بن محمد بن يعقوب الحارثي [متهم بوضع الحديث. اللسان (٤/ ٥٨٠)] في مسند أبي حنيفة (١)، وابن عدي [عزاه إليه الزيلعي في نصب الراية (١/ ٣٦٧)، ولم أجده في كامله (١/ ١٩٤)]، والخطيب في التاريخ (٤/ ٢١٦)، ومن طريقه: ابن الجوزي في العلل المتناهية (١/ ٤١٥/ ٧٠٣).
قال الخطيب: "تفرد بروايته هذا الشيخ عن نعيم، ولا نعلمه يروى عن أبي حنيفة إلا بهذا الإسناد".
وقال ابن الجوزي: "هذا حديث لا يصح؛ تفرد بروايته أحمد بن عبد الله عن نعيم، وهو مجهول؛ ونعيم مجروح".
قلت: نعيم بن حماد: ضعيف؛ والراوي عنه: أحمد بن عبد الله بن محمد، هو: أبو علي اللجلاج الكندي الخراساني، قال ابن عدي: "حدث بأحاديث مناكير لأبي حنيفة"، ثم أورد له أربعة أحاديث، ثم قال: "وهذا الأحاديث لأبي حنيفة لم يحدِّث بها إلا أحمد بن عبد الله هذا، وهي بواطيل عن أبي حنيفة، ولا يعرف أحمد بن عبد الله هذا إلا بهذه الأحاديث"، وضعفه الدارقطني، وقال الذهبي: "لا يُدرى من هو، عن نعيم بن حماد بخبر منكر"؛ يعني: هذا الحديث [الكامل (١/ ١٩٤)، الميزان (١/ ١١٠ و ١١١)، اللسان (١/ ٥٠٤ و ٥٠٥)].
• قلت: فهو حديث منكر.
والمعروف في ذلك إنما هو موقوف على أبي هريرة قوله:
فقد روى داود بن أبي الفرات، عن إبراهيم بن ميمون الصائغ، عن عطاء، عن