يقول في هذا الحديث: سمعت ابنَ أكيمة يحدث سعيدَ بن المسيب عن أبي هريرة، فتوهم أنَّه لابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة، ولا يختلف أهل العلم بالحديث أن هذا الحديث لابن شهاب عن ابن أكيمة عن أبي هريرة، وأن ذكر سعيد بن المسيب في إسناد هذا الحديث خطأ، لا شك عندهم فيه، وإنما ذلك عندهم لأنَّه كان في مجلس سعيد بن المسيب، فهذا وجه ذكر سعيد بن المسيب لا أنَّه في الإسناد".
وقال بذلك أيضًا: الخطيب في المدرج (١/ ٣٢٨).
• ورواه بعضهم عن الأوزاعي فوهم فيه وهمًا قبيحًا، وأتى فيه بلفظ منكر:
رواه زكريا بن يحيى الوقار: ثنا بشر بن بكر: ثنا الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة، فلما قضاها قال: "هل قرأ أحد منكم معي بشيء من القرآن؟ "، فقال رجل من القوم: أنا يا رسول الله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إني أقول ما لي أنازع في القرآن، إذا أسررت بقراءتي فاقرؤوا معي، وإذا جهرت بقراءتي فلا يقرأنَّ معي أحد".
أخرجه العقيلي في الضعفاء (٢/ ٨٧)، والدارقطني (١/ ٣٣٣)، والبيهقي في القراءة (٣٢٣).
قال أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح لما ذُكر له هذا الحديث: "هذا باطل"، ثم قام يجرُّ إزاره حتَّى دخل إلى بيته، فأخرج كتاب بشر بن بكر، فإذا فيه: حدثنا بشر بن بكر، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أو: عن الأوزاعي؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[شك الراوي]، فقال: "انظروا كيف وصله! فجعله عن أبي سلمة عن أبي هريرة"، واغتاظ من ذلك [الضعفاء الكبير (٢/ ٨٧)].
وقال العقيلي: "يُروى بغير هذا الإسناد عن أبي هريرة وعمران بن حصين، وليس فيه الكلام الأخير: إذا أسررتُ بقراءتي فاقرؤوا معي، وإذا جهرتُ فلا يقرأنُّ معي أحد".
وقال الدارقطني: "تفرد به زكريا الوقار، وهو منكر الحديث، متروك".
وقال أبو علي الحافظ: "أخطأ فيه زكريا، وإنما أراد حديث الأوزاعي عن الزهري، كما رواه الناس، وليس لحديث يحيى بن أبي كثير فيه أصل، ووهم الأوزاعي في إسناد هذا الحديث حين قال: عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة، وإنما هو عن الزهري سمع ابن أكيمة يحدث سعيد بن المسيب".
قلت: هو حديث باطل؛ تفرد به زكريا بن يحيى الوقار، وكان ممن يضع الحديث، وكذبه صالح جزرة [اللسان (٣/ ٥١٧)]، وقد رواه الثقات عن بشر بن بكر عن الأوزاعي، عن الزهري به، فذكره كما ذكره سائر الناس عن الأوزاعي [عند: البزار (١٤/ ٢٠٣ ٧٧٥٩)، والبيهقي في القراءة (٣٢٤)]، كما تقدم.
• وممن وهم فيه أيضًا على الزهري:
أ - ابن أخي الزهري، رواه عن عمه: أخبرني الأعرج [وفي رواية: أخبرني