عن منصور بن المعتمر، عن أبي وائل؛ أن رجلًا سأل ابن مسعود - رضي الله عنه - عن القراءة خلف الإمام؟ [وفي رواية: جاء رجل إلى عبد الله فقال: أقرأ خلف الإمام؟]، فقال: أنصت للقرآن؟ فإن في الصلاة لشغلًا، وسيكفيك ذاك الإمام.
أخرجه محمد بن الحسن في زياداته على موطأ مالك (١١٩ و ١٢١)، وفي الحجة (٩/ ١١١ و ١٢٠)، وعبد الرزاق (٣/ ١٣٨/ ٢٨٠٣)، وابن أبي شيبة (١/ ٣٣٠/ ٣٧٨٠)، وابن المنذر في الأوسط (٣/ ١٠٢/ ١٣١٠)، والطحاوي في شرح المعاني (١/ ٢١٩)، وفي أحكام القرآن (١/ ٢٥٠/ ٥٠١)، والطبراني في الكبير (٩/ ٢٦٤/ ٩٣١١) و (١٠/ ١٩٤/ ١٠٤٣٥)، والبيهقي في السنن (٢/ ١٦٠)، وفي القراءة (٣٧٣ و ٣٧٤)، وابن عبد البر في التمهيد (٣٠/ ١١).
قال ابن المنذر بأنه ثابت [الأوسط (٣/ ١٠٤)].
وهو موقوف على ابن مسعود بإسناد صحيح على شرط الشيخين.
• وأما ما روي عن محمد بن الهيثم بن يزيد أبي جعفر الواسطي [لم أجد له ترجمة، والأسانيد إليه لا تخلو من مقال]: نا أحمد بن محمد العجلاني مولى علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -[وفي رواية: أحمد بن عبد الله بن ربيعة بن العجلان]: نا سفيان الثوري، عن المغيرة، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، قال: صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاةً [وفي رواية: صلاة الصبح، فقرأ سورة {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}]، فلما سلم قال:"أيكم قرأ خلفي؟ "، فسكت القوم، فقال:"أيكم قرأ خلفي؟ "، فقال رجل: أنا يا رسول الله، فقال:"ما لي أنازع القرآن؟ إذا صلى أحدكم خلف إمام فليصمت، فإن قراءته له قراءة، وصلاته له صلاة".
أخرجه الطبراني في الأوسط [عزاه إليه في اللسان (١/ ٥٠٠)]، والبيهقى في القراءة (٣٦٧)، والخطيب في التاريخ. (١١/ ٤٢٦).
قال الطبراني:"لم يروه عن الثوري إلا أحمد بن عبد الله بن ربيعة".
وقال الخطيب:"وهو شيخ مجهول".
وقال البيهقي:"قال لنا أبو عبد الله - رَحِمَهُ اللهُ -[يعني: الحاكم]: هذا حديث لم نكتبه إلا عن هذا الشيخ بهذا الإسناد، ولا سمعنا أحدًا من فقهاء أهل الكوفة ذكره في هذا الباب، فلو ثبت مثل هذا عن الثوري عن مغيرة؛ لكان لا يخفى على أئمة أهل الكوفة، وأحمد بن محمد العجلان هذا لا نعرفه، ولم نسمع بذكره إلا في هذا الخبر، وإنما الخبر المروي عن عبد الله بن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنَّه قال: "خلطتم عليَّ القرآن" في الجهر بالقراءة خلفه".
ثم زاد البيهقي في تأكيده على ضعف هذا الخبر: أن لا قائل بجملته الأخيرة: "وصلاته له صلاة"؛ فإن كان المأموم يترك القراءة لأجل قراءة الإمام - على قول المحتج بهذا الخبر -؛ فلا يترك صلاته لأجل صلاة الإمام، والله أعلم.