للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وليسا واحدًا، فالأول صدفي، والآخر خولاني، وقد فرق بينهما: البخاري، وابن حبان [التاريخ الكبير (٨/ ١٩١)، الكنى (٢٦)، الجرح والتعديل (٩/ ٣٦١)، الثقات (٥/ ٤٩٧ و ٥٧٨)، فتح الباب (٢٢٣٨)، الأنساب (٢/ ٤١٩) و (٣/ ٥٢٨)، اللباب (١/ ٤٧٢) و (٢/ ٢٣٦)]، ومما يؤكد أن هذا الاختلاف اختلاف اضطراب، وليس اختلاف تعدد، رواية عثمان بن سعيد عن ابن لهيعة بإسقاط الواسطة بين بكر بن سوادة وسهل بن سعد، وابن لهيعة: ضعيف الحفظ، لا يحتمل من مثله التعدد في الأسانيد.

• بناء على ذلك، فالعمدة على حديث عمرو بن الحارث، وهو ثقة حافظ، والإسناد إليه صحيح، وبكر بن سوادة: مصري ثقة.

• وأقول: هكذا رواه بكر بن سوادة، عن وفاء بن شُريح الصدفي، عن سهل بن سعد الساعدي، لكن قال البخاري في التاريخ الكبير (٨/ ١٩١) بعد أن علق الحديث عن وفاء: "ويروى عن زياد بن نعيم، عن وفاء بن شريح، عن رويفع"، ولا أظن البخاري أراد به الإعلال، وإنما أراد ذكر ما لوفاء بن شريح من الأسانيد والرواية، وعدم جزم البخاري بهذا الإسناد، وتعليقه بصيغة التمريض؛ للإشارة إلى عدم ثبوت هذا الإسناد لكونه يدور على ابن لهيعة، والذي يرويه عن بكر بن سوادة، عن زياد بن نعيم، عن وفاء بن شريح، عن رويفع بن ثابت، وإنني لم أقف على شيء بهذا الإسناد سوى حديث: "من صلى على محمد، وقال: اللَّهُمَّ أنزله المقعد المقرب عندك يوم القيامة، وجبت له شفاعتي" [عند: أحمد (٤/ ١٠٨)، وإسماعيل القاضي في فضل الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - (٥٣)، وابن أبي عاصم في السُّنَّة (٨٢٧)، والبزار (٦/ ٢٩٩/ ٢٣١٥)، وابن عبد الحكم في فتوح مصر (٩٤)، والخلال في السُّنَّة (١/ ٢٦٠/ ٣١٥)، وأبي القاسم البغوي في معجم الصحابة (٢/ ٣٨١/ ٧٥١)، وابن قانع في المعجم (١/ ٢١٧)، والآجري في الشريعة (١١٠٦)، والطبراني في الكبير (٥/ ٢٥ و ٢٦/ ٤٤٨٠ و ٤٤٨١)، وفي الأوسط (٣/ ٣٢١/ ٣٢٨٥)، وأبي نعيم في معرفة الصحابة (٢/ ١٠٦٧/ ٢٧٠٢ و ٢٧٠٣)] [مخرج في الذكر والدعاء تحت الحديث رقم (١٥٣) (١/ ٢٩٣)]، فالذي يظهر لي أن البخاري لم يُعل هذا بهذا، وإنما أراد بيان أن لوفاء بن شريح هذا حديثين أحدهما عن سهل بن سعد، والآخر عن رويفع بن ثابت، وقد ذكروا له رواية أيضًا عن المستورد بن شداد، والله أعلم.

فما هو حال وفاء بن شريح الصدفي إذًا؛ أولًا: لم يثبت لوفاء سماع من سهل بن سعد، ثم إن وفاء بن شريح هذا: روى عنه بكر بن سوادة، وزياد بن ربيعة بن نعيم، وغيرهما من ثقات المصريين، وذكره ابن حبان في الثقات [انظر: الأسماء المفردة للبرديجي (٣١٥)، الثقات (٥/ ٤٩٧)، المؤتلف للدارقطني (٤/ ٢٢٨٦)، الإكمال لابن ماكولا (٧/ ٣٠٤)، تاريخ الإسلام (٦/ ٢١٩)]، ولم ينفرد بهذا الحديث عن سهل.

• فقد رواه سفيان الثوري، وإسحاق بن سليمان الرازي، وعبد الله بن المبارك، وعبيد الله بن موسى، وروح بن عبادة، وغيرهم من الثقات:

<<  <  ج: ص:  >  >>