عن موسى بن عبيدة: حدثني عبد الله بن عبيدة: حدثني سهل بن سعد الأنصاري، قال: خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن نقترئ، يقرئ بعضنا بعضًا، فقال:"الحمد لله، كتاب الله واحد، [وفيكم الأخبار]، وفيكم الأحمر والأسود، اقرؤوا، اقرؤوا، اقرؤوا، قبل أن يجئ أقوام يقيمونه كما يقام القِدْح [وفي رواية: يقيمون حروفه كما يقام السهم]، لا يجاوز تراقِيَهم، يتعجَّلون أجره، ولا يتأجَّلونه".
أخرجه ابن المبارك في الزهد (٨١٣)، وفي المسند (٢٥)، ومحمد بن يوسف الفريابي في حديثه عن الثوري (٣٢)(٢٤٣ - حديث الثوري)، وأبو عبيد القاسم بن سلام في فضائل القرآن (٦٨ و ٢٠٦)، وابن أبي شيبة في المسند (٩٨)(١/ ٢٥٧/ ٤٢١ - إتحاف الخيرة)، وعبد بن حميد (٤٦٦)، وإسحاق بن راهويه (١٣/ ٥٩١/ ٣٢٦٦ - المطالب العالية)(١/ ٢٥٧/ ٤٢٠ - إتحاف الخيرة)، وجعفر الفريابي في فضائل القرآن (١٧٦)، والآجري في أخلاق حملة القرآن (١٥٧)، والطبراني في الكبير (٦/ ٢٠٦/ ٦٠٢١ و ٦٠٢٢)، وابن عدي في الكامل (٤/ ١٣١)، وجعفر المستغفري في فضائل القرآن (١٨ و ٩٥)، والبيهقي في الشعب (٢/ ٥٣٩/ ٢٦٤٥ و ٢٦٤٦)، والبغوي في التفسير (٤/ ٤٠٨).
وهذا إسناد ضعيف؛ لأجل موسى بن عبيدة الربذي، وهو ضعيف، صالح في المتابعات، إلا فيما يرويه عن عبد الله بن دينار، فقد روى عنه مناكير [تاريخ ابن معين للدوري (٣/ ٦٠/ ٢٣١)، مسائل أحمد لابنه صالح (١٦٤٦)، جامع الترمذي (١١٦٧)، ضعفاء العقيلي (٤/ ١٦٠)، الجرح والتعديل (٨/ ١٥١)، المجروحين (٢/ ٢٣٤)، الكامل (٦/ ٣٣٣)، علل الدارقطني (١١/ ٣٣٩/ ٢٣٢٣)، التهذيب (٤/ ١٨١)، وغيرها كثير].
وأخوه عبد الله بن عبيدة: صدوق، روى له البخاري متابعة [صحيح البخاري (٤٣٧٨ و ٧٠٣٣)]، ومن ضعفه فلأجل رواية أخيه موسى عنه، قال يعقوب بن شيبة:"قد أدرك غير واحد من الصحابة"، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين، ولم يذكر له البخاري سماعًا من أحد من الصحابة، وقال أبو حاتم:"روى عن عقبة بن عامر وسهل بن سعد، لا أدري سمع منهما، أم لا؟ "، وقال أيضًا:"يروي عن سهل بن سعد، فلا أدري أدركه، أم لا؟ "، وقال ابن خلفون:"لم يسمع من سهل بن سعد" [التهذيب (٢/ ٣٨٠)، التاريخ الكبير (٥/ ١٤٣)، الجرح والتعديل (٥/ ١٠١)، علل الحديث (١٦٩٦)، الثقات (٥/ ٤٥)، المجروحين (٢/ ٤)، غنية الملتمس (٢٨٩)، التعديل والتجريح (٢/ ٨٤١)، تاريخ دمشق (٢٩/ ٣٦١)]، وأما تصريحه بالسماع في هذا السند فلا عبرة به، لمجيئه من طريق أخيه موسى، وهو ضعيف.
• والحاصل: فإن هذا الإسناد على ضعفه يصلح في المتابعات، ويشهد لحديث وفاء بن شريح عن سهل بن سعد، وبه يصير الحديث حسنًا؛ لأجل هذه المتابعة، وكذلك بما له من شواهد تقويه، وتشهد بصحته، مثل: حديث حذيفة بن اليمان وعبد الرحمن بن شبل ومرسل ابن المنكدر، والله أعلم.