• وقد ثبت الإقعاء عن ابن عمر أيضًا بأسانيد أخرى غير ما تقدم:
• فقد روى ابن جريج، قال: أخبرني عطاء؛ أنَّه رأى ابن عمر يفعل في السجدة الأولى من الشفع والوتر خصلتين؛ قال: رأيته يقعي مرةً إقعاءً جاثيًا على أطراف قدميه جميعًا، ومرةً يثني رجله اليسرى فيبسطها جالسًا عليها، واليمنى يقوم عليها يحدبها على أطراف قدميه جميعًا، قال: رأيته يصنع ذلك في السجدة الأولى بين السجدتين، وفي السجدة الثالثة من الوتر، ثمَّ يثبت فيقوم.
أخرجه عبد الرزاق (٢/ ١٩٢/ ٣٠٣٤)، ومن طريقه: ابن المنذر (٣/ ١٩٢/ ١٤٨٨).
وهذا موقوف بإسناده مكي صحيح، وعطاء هو: ابن أبي رباح.
• وروى الليث بن سعد، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن محمَّد بن عجلان؛ أن أبا الزبير أخبره؛ أنَّه رأى عبد الله بن عمر إذا سجد حين يرفع رأسه من السجدة الأولى يقعد على أطراف أصابعه، ويقول: إنه من السُّنَّة.
أخرجه أبو العباس السراج في مسنده (٣٣٧)، والطبراني في الأوسط (٨/ ٣٢٠/ ٨٧٥٢)، والبيهقيُّ (٢/ ١١٩).
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن أبي الزبير إلا ابن عجلان، ولا رواه عن ابن عجلان إلا سعيد بن أبي هلال، ولا رواه عن سعيد إلا خالد بن يزيد، تفرد به الليث".
قلت: فعل ابن عمر ثابت عنه بأسانيد، وأما قوله: إنه من السُّنَّة؛ لم يأت عن ابن عمر إلا بهذا الإسناد؛ وهو غريب جدًّا، وإن كان رجاله كلهم ثقات، وفي النفس منه شيء، لا سيما وقد قال ابن رجب في الفتح (٤/ ٣٦٧): "وسعيد وخالد وإن كانا ثقتين، لكن قال أبو عثمان البرذعي في علله عن أبي زرعة الرازي، أنَّه قال فيهما: ربما وقع في قلبي من حسن حديثهما، قال: وقال أبو حاتم: أخاف أن يكون بعضها مراسيل، عن ابن أبي فروة وابن سمعان؛ يعني: مدلَّسة عنهما" [سؤالات البرذعي (٣٦١)، شرح علل الترمذي (٢/ ٨٦٧)].
• وروى محمَّد بن إسحاق أسباط [كذا]، قال: ثنا بكر، عن عيسى، عن محمَّد، عن نافع، عن ابن عمر؛ أنَّه كان يقعي في الصلاة، وقال لبنيه: لا تقتدوا بي في الإقعاء؛ فإني إنما فعلت هذا حين كبرت.
أخرجه ابن المنذر (٣/ ١٩٣/ ١٤٩٠) (٣/ ٣٦٠/ ١٤٨٤ - ط دار الفلاح)، قال: حدثنا محمَّد بن إسحاق أسباط به.
قلت: محمَّد الراوي عن نافع: إما أن يكون ابن إسحاق [وهو صدوق]، وإما أن يكون ابن أبي ليلى [وهو سيئ الحفظ جدًّا]، وعيسى هو: ابن يونس، وبكر: فلم أعرفه، إلا أن يكون أبا بكر بن أبي شيبة، وسقط من الإسناد أداة الكنية، وشيخ ابن المنذر قد روى عنه بهذا الإسناد أثرًا آخر (٤/ ٢٢٧/ ٢٠٧٧)، فقال: حدثنا أبو جعفر بن أسباط،