للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والقعود لتستوي مع هذه الأربع في المقدار، وهذا غلط بيِّن، فإن رواية بدل تنفي هذه الزيادة، ولا يقال هنا بأن رواية المثبت تقدم على رواية النافي، لكون رواية النافي تضمنت الإثبات والنفي في محلّ واحد، والله أعلم.

السادس: أن تسوية كل ركن من الأركان الأربعة بمقدار القيام وما يقرأ فيه من الفاتحة والسورة [مما تقدم ذكره من السور التي قرأ بها النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو مقتضى التخفيف المأمور به في الأحاديث الآتية]، يترتب عليه إطالة زمن الصلاة إطالة تخرجها عن الوصف الذي جاءت به السُّنَّة، ويخالف ما أمر به الأمة، فقد تواترت الأحاديث بتخفيف الإمام على المأمومين صلاتهم، فمن ذلك مثلًا:

١ - عن أبي هريرة، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا صلَّى أحدُكُم للناس فليُخفِّفْ؛ فإنَّ فيهم الضعيفَ والسقيمَ والكبيرَ، وإذا صلى لنفسه فليُطوِّلْ ما شاء" [متفق عليه، وتقدم برقم (٧٩٤)].

٢ - عن أبي مسعود الأنصاري، قال: قال رجل: يا رسول الله! لا أكاد أدرك الصلاة مما يطوِّل بنا فلان، فما رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في موعظةٍ أشدَّ غضبًا من يومئذ، فقال: "أيها الناس! إنكم منفِّرون، فمن صلى بالناس فليخفِّفْ، فإن فيهم المريضَ، والضعيفَ، وذا الحاجة" [متفق عليه، وتقدم تحت الحديث رقم (٧٩٤)].

٣ - عن أنس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يوجز في الصلاة، ويُتِمّ [وفي رواية: ويكمِّلها] [متفق عليه، وتقدم تحت الحديث رقم (٧٩٤)].

٤ - عن أنس: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخفَّ الناسِ صلاةً في تمام [أخرجه مسلم (٤٦٩/ ١٨٩)، وتقدم تحت الحديث رقم (٧٩٤)].

٥ - عن جابر بن سمرة، قال: كنت أصلي مع النبي - صلى الله عليه وسلم - الصلوات، فكانت صلاته قصدًا، وخطبته قصدًا [أخرجه مسلم (٨٦٦)، وتقدم تحت الحديث رقم (٧٩٤)].

وفي رواية أخرى: كانت صلاته أخفَّ من صلاتكم، وكان يقرأ في الفجر الواقعة ونحوها من السور [أخرجه مسلم (٨٦٦)، وتقدم تحت الحديث رقم (٧٩٤)].

٦ - عن نافع بن سرجس، قال: عُدْنا أبا واقد البكري في وجعه الذي مات فيه، [وذُكرَت الصلاة عنده] فسمعته يقول: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخفَّ صلاةً على الناس [في تمام]، وأطولَ الناسِ صلاةً لنفسه.

وهو حديث حسن، وتقدم تحت الحديث رقم (٧٩٤).

٧ - عن عبد الله بن عمر، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمرنا بالتخفيف، ويؤمُّنا بالصافات [في صلاة الفجر].

وهو حديث حسن، وتقدم تحت الحديث رقم (٧٩٤).

٨ - قصة معاذ بن جبل: لما كان يصلي مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثمَّ يأتي قومه فيصلي بهم الصلاة، فقرأ بهم البقرة، فتجوَّز رجل فصلى صلاة خفيفة، فبلغ ذلك معاذًا، فقال: إنه

<<  <  ج: ص:  >  >>