وإسناده صحيح إلى إسماعيل بن حكيم، وقد قلب إسناده فجعله عن علي بن زيد بن جدعان بدل: الحسن البصري، ويبدو أنَّه قد اضطرب فيه على يونس بن عبيد، وإسماعيل بن حكيم الخزاعي البصري صاحب الزيادي: روى عنه جماعة، ولم أر فيه جرحًا أو تعديلًا [الجرح والتعديل (٢/ ١٦٥)، غنية الملتمس (٨٢)، تاريخ الإِسلام (٤/ ٢٣٢) و (١٣/ ١٠٤)].
ج - خالفهم: حماد بن سلمة، فرواه عن يونس بن عبيد، عن الحسن، عن رجل من بني سليط، قال: قال لي أبو هريرة. . .، فذكره.
أخرجه البيهقي في الشعب (٣/ ١٨١/ ٣٢٨٤).
هكذا وهم فيه حماد بن سلمة، وحمل حديث يونس بن عبيد على حديث حميد، وهو الحديث الآتي، والمحفوظ: رواية جماعة الثقات من أصحاب يونس.
قال البيهقي:"ورواه غيره عن يونس بن عبيد عن الحسن عن أنس بن حكيم الضبي عن أبي هريرة، ووقفه بعضهم على أبي هريرة، وهذا - والله أعلم - فيمن ضيع من سننها شيئًا".
• قلت: اختلف ثقات أصحاب يونس بن عبيد، فرواه ابن علية عنه بالشك في رفعه، وجزم بوقفه عنه: عبد الوارث ويزيد بن زريع، ورواية الجزم أولى وأصح من رواية الشك، وعلى هذا فالمحفوظ من حديث يونس بن عبيد عن الحسن البصري: رواية الوقف.
• وقد رواه قتادة عن الحسن البصري، واختلف فيه على قتادة:
أ - فرواه همام بن يحيى [ثقة]، وسعيد بن بشير [ضعيف، يروي عن قتادة المنكرات]:
قال همام: حدثني قتادة، عن الحسن، عن حُرَيث بن قَبِيصة، قال: قدمتُ المدينة، فقلتُ: اللَّهُمَّ يسر لي جليسًا صالحًا، قال: فجلست إلى أبي هريرة، فقلت: إني سألت الله أن يرزقني جليسًا صالحًا، فحدِّثني بحديث سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعل الله أن ينفعني به، فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:"إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر، فإن انتقص من فريضته شيء، قال الرب - عز وجل -: انظروا هل لعبدي من تطوع، فيكمل بها ما انتقص من الفريضة، ثمَّ يكون سائر عمله على ذلك".
أخرجه الترمذي (٤١٣)، والنسائيُّ في المجتبى (١/ ٢٣٢/ ٤٦٥)، وفي الكبرى (١/ ٢٠٥/ ٣٢٢)، وابن أبي الدنيا في الأهوال (١٩٦)، وابن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة (١٨٥)، والطحاوي في المشكل (٦/ ٣٨٧/ ٢٥٥٣)، والطبراني في مسند الشاميين (٤/ ٣٩/ ٢٦٧٣)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٢٠/ ٢٧٧).
وعلقه أبو علي الطوسي في مختصر الأحكام (٢/ ٣٦٦)، وابن أبي حاتم في العلل (٤٢٦).