قال الترمذي: "وفي الباب عن تميم الداري.
حديث أبي هريرة حديث حسن غريب من هذا الوجه.
وقد روي هذا الحديث من غير هذا الوجه عن أبي هريرة، وقد روى بعض أصحاب الحسن، عن الحسن، عن قبيصة بن حريث غير هذا الحديث، والمشهور هو: قبيصة بن حريث.
وروي عن أنس بن حكيم، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - نحو هذا".
وفي مختصر الطوسي: "حديث غريب"، وإن كان ما وقفت عليه من المصادر قد نقل عن الترمذي قوله: "حسن غريب" بإضافة الحسن إلى الغرابة.
قلت: حريث بن قبيصة مقلوب عن: قبيصة بن حريث، كما قال الترمذي، قال البخاري: "في حديثه نظر"، لذا أورده العقيلي وابن عديّ في الضعفاء، وقال ابن حزم: "ضعيف مطروح"، وقال النسائي في حديثه الآخر فيمن وطئ جارية امرأته: "ليس في هذا الباب شيء صحيح يحتج به"، ولم يثبت خبره ابن المنذر.
وقال أحمد بن حنبل: "شيخ لا يعرف، لا يحدث عنه غير الحسن"، وقال البيهقي: "غير معروف"، وقال ابن القطان: "وهو رجل لا تُعرف له حال، ولا يُعرف روى عنه غير الحسن"، وقال أيضًا: "والأمر على ما قال الترمذي من أنَّه قبيصة بن حريث، لا حريث بن قبيصة، وهو يروي عن سلمة بن المحبق، وهو مع ذلك: لا تعرف حاله، فأما إن كان حريث بن قبيصة فهو: لا تعرف عينه ولا حاله".
وقال العجلي: "تابعي ثقة"، وذكره ابن حبَّان في الثقات، وهما معروفان بتوثيق المجاهيل [السنن الكبرى للنسائي (٦/ ٤٤٨/ ٧١٩٥)، معرفة الثقات (١٥٠٩)، ضعفاء العقيلي (٣/ ٤٨٤)، الكامل (٦/ ٥٠)، المعرفة للبيهقي (٦/ ٣٦٠)، السنن الكبرى له (٨/ ٢٤٠)، بيان الوهم (٣/ ٥٦٦/ ١٣٥٤) و (٤/ ١٣٥/ ١٥٧٦)، مغاني الأخيار (٤/ ٣٩)، التهذيب (٣/ ٤٢٥)].
قلت: فهو مجهول، وحديثه لا يصح.
ب - ورواه أبو العوام عمران بن داود القطان [صدوق، كثير الوهم]، عن قتادة، عن الحسن، عن أبي رافع، عن أبي هريرة؛ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة صلاته، فإن وُجدت تامةً كتبت تامةً، وإن كان انتُقِص منها شيء، قال: انظروا، هل تجدون له من تطوع؟ يُكمَّل له ما ضيع من فريضةٍ من تطوعه، ثمَّ سائر الأعمال تجري على حسب ذلك".
أخرجه النسائي في المجتبى (١/ ٢٣٣/ ٤٦٦)، وأبو طاهر المخلص في السابع من فوائده بانتقاء ابن أبي الفوارس (٧٧) (١٤٠٨ - المخلصيات).
من طريق أبي داود سليمان بن سيف الحراني، قال: حدثنا شعيب بن بيان الصفار [وعند النسائي: حدثنا شعيب -يعني: ابن بيان بن زياد بن ميمون، قال: كتب علي بن المديني عنه]، قال: حدثنا أبو العوام به.