وقد تابعه على رفعه: أبو الأشهب جعفر بن حيان العطاردي، وعوف الأعرابي، وحميد الطويل، وعباد بن راشد، وغيرهم، مما يعني: أن الرفع محفوظ من جهة الرواية، والله أعلم.
كما أن اللفظ المحفوظ: إنما هو ليونس لتقدمه في الحسن، وتابعه عليه جماعة من أصحابه، والله أعلم.
• وقد أورد ابن أبي حاتم في العلل (٤٢٦) بعض هذا الاختلاف على الحسن، ثمَّ قال:"وسئل أبو زرعة عن ذلك؟ فقال: الصحيح: عن الحسن، عن أنس بن حكيم، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -".
وقال الدارقطني في العلل (٨/ ٢٤٨/ ١٥٥١): "وأشبهها بالصواب: قول من قال: عن الحسن، عن أنس بن حكيم، عن أبي هريرة".
وقال ابن القطان في بيان الوهم (٤/ ١٣٦/ ١٥٧٦): "فهذه عن الحسن: خمسة أقوال، وما منها شيء يصح"، وكان قبل ذلك قال بجهالة: حريث بن قبيصة، وأنس بن حكيم.
ثمَّ رأى بعدُ أنَّ ذلك أنَّه مروي بإسناد صحيح عن أبي هريرة [كما قال ذلك في موضعين (٤/ ١٣٦/ ١٥٧٧) و (٥/ ٢٢٩/ ٢٤٣٩)]، وهو ما رواه النسائي من طريق: النضر بن شميل: حدثنا حماد بن سلمة، عن الأزرق بن قيس، عن يحيى بن يعمر، عن أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:. . . فذكر الحديث، ويأتي بيان علته في الحديث الآتي إن شاء الله تعالى [تحت الحديث (٨٦٦)].
• ومما يؤكد كون الواسطة بين الحسن وبين أبي هريرة هو أنس بن حكيم:
ما رواه سفيان بن حسين [وعنه: يزيد بن هارون]، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان [وفي الإسناد إليه: سليمان بن أحمد الواسطي، صاحب الوليد بن مسلم: متروك، كذبه جماعة. اللسان (٤/ ١٢٣)]:
عن علي بن زيد بن جدعان، عن أنس بن حكيم الضبي، قال: قال لي أبو هريرة: إذا أتيت أهل مِصرِك، فأخبرهم أني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:"أول شيء مما يحاسب به العبدُ يومَ القيامة صلاته المكتوبة؛ فإن صلحت [وفي رواية: فإن أتمها]، وإلا زيد فيها من تطوُّعه [وفي رواية: فإن أتمها، وإلا قيل: انظروا هل له من تطوعٍ؟ فإن كان له تطوعٌ؛ أُكملت الفريضةُ من تطوعه]، ثمَّ يُفعل بسائر الأعمال المفروضة كذلك".
أخرجه ابن ماجه (١٤٢٥)، وأحمد (٢/ ٢٩٠)، وابن أبي شيبة (٧/ ٢٦٨/ ٣٥٩٦٨)، وابن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة (١٨٠)، والطبراني في الأوسط (٢/ ٣٥٠/ ٢١٩٩)، وفي مسند الشاميين (١٥١)، والدارقطني في الأفراد (٢/ ٢٦٤/ ٥٠٣٧ - أطرافه)، وابن عبد البر في التمهيد (٢٤/ ٧٩)، والبغويُّ في شرح السنة (٤/ ١٥٩/ ١٠١٩).