أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (٢/ ١٧١/ ٧٧٧١) و (٦/ ١٧٠/ ٣٠٤٢٢) و (٧/ ٢٦٢/ ٣٥٩٠٤)، وفي الإيمان (١١٢ و ١١٣)، وابن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة (١٩١ و ١٩٢)، والبيهقي (٢/ ٣٨٧).
قال البيهقي: "ووقفه كذلك: سفيان الثوري، وحفص بن غياث، عن داود بن أبي هند".
قلت: روي عن الثوري مرفوعًا؛ لكنه منكر؛ رواه عنه عبد العزيز بن أبان الأموي السعيدي، وهو: متروك، كذبه ابن نمير وابن معين، وقال: "كذاب خبيث، يضع الحديث" [التهذيب (٢/ ٥٨١)]:
أخرجه أبو يعلى الخليلي في فوائده (٢٨).
• وعلى هذا: فإن رواية جماعة الحفاظ عن داود بن أبي هند هي المحفوظة؛ بوقف هذا الحديث على تميم الداري، إلا أن مثله لا يقال من قبل الرأي والاجتهاد، فله حكم الرفع.
لكن يبقى أن يقال: هذا إسناد رجاله ثقات، وقد اختلف في سماع زرارة بن أوفى من تميم، فقال أحمد بن حنبل: "ما أحسب زرارة لقي تميمًا، تميم كان بالشام، وزرارة بصري، كان قاضيها" [الفتح لابن رجب (٣/ ٣٦١)، تحفة التحصيل (١١٠)]، لا سيما ولم أقف في شيء من طرق هذا الحديث على التصريح بسماع زرارة من تميم.
لكن نقل البخاري في ترجمة زرارة من التاريخ الكبير (٣/ ٤٣٨)، قال: "وقال إسحاق: سألت عليًّا، فقال: أخبرنا عبد الأعلى، قال: أخبرني داود بن أبي هند، عن زرارة بن أوفى: حدثني تميم الداري".
وفي هذا النقل إثبات سماع زرارة من تميم، وإسناده صحيح، وكأنه سيق أصالة لبيان السماع؛ أعني: أن إسحاق بن راهويه إنما سأل علي بن المديني عن هذه المسألة، فأجابه بهذا الإسناد الصحيح على ثبوت السماع، وعبد الأعلى هو: ابن عبد الأعلى السامي، والله أعلم.
وعلى هذا فهو موقوف على تميم بإسناد صحيح، وله حكم الرفع.
وهو شاهد قوي لحديث أبي هريرة، وبه يحكم له بالثبوت، وأن أنس بن حكيم وإن كان مجهولًا؛ إلا أنه روى حديثًا محفوظًا من وجه آخر، والله أعلم.
• ولحماد بن سلمة فيه إسناد آخر:
فقد روى النضر بن شميل [ثقة ثبت]، وعبد الملك بن إبراهيم الجدي [لا بأس به]: عن حماد بن سلمة، عن الأزرق بن قيس، عن يحيى بن يعمَر، عن أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "أول ما يحاسب به العبد صلاته، فإن كان أكملها، وإلا قال الله - عز وجل -: انظروا لعبدي من تطوع؟ فإن وُجد له تطوعٌ، قال: أكملوا به الفريضة".
أخرجه النسائي في المجتبى (١/ ٤٦٧/٢٣٤)، وفي الكبرى (١/ ٢٠٥/ ٣٢١)،