للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حديث السراج (٤٤٨ - ٤٥٠)، صحيح أبي عوانة (١/ ٤٨٦/ ١٨٠٧)، الأوسط لابن المنذر (٣/ ١٥٢ / ١٣٩٦)، الاعتبار للحازمي (١/ ٣٤٦/ ١٠٠)، الفتح لابن حجر (٢/ ٢٧٤).

وقد حكموا بغرابته، ولا يصح من حديث ابن عمر، وهم فيه إسحاق الأزرق، والمحفوظ ما رواه وكيع بن الجراح، ليس فيه: نافع عن ابن عمر.

• وحديث ابن مسعود في التطبيق منسوخ:

قال أبو بكر الأثرم في الناسخ والمنسوخ (٤٣): " ... ، فلما قال عمر وسعد وغيرهما ما يدل على أن التطبيق منسوخ؛ علمنا أن ابن مسعود إنما حكى فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - الأول".

وقال الترمذي (٢٥٨) بعد حديث عمر في الإمساك بالركب: "والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، والتابعين ومن بعدهم، لا اختلاف بينهم في ذلك، إلا ما روي عن ابن مسعود وبعض أصحابه أنهم كانوا يطيِّقون، والتطبيق منسوخ عند أهل العلم".

وقد احتج أبو حاتم بحديث ابن إدريس على نسخ التطبيق الوارد في حديث ابن مسعود، فقال: "حديث ابن مسعود في التطبيق منسوخ؛ لأن في حديث ابن إدريس، عن عاصم بن كليب، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن علقمة، عن عبد الله: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - طبَّق، ثم أُخبر سعدٌ، فقال: صدق أخي، قد كنا نفعل، ثم أُمِرنا بهذا؛ يعني: بوضع اليدين على الركبتين" [العلل (٢٤٦)].

وكذا احتج به ابن خزيمة في صحيحه على النسخ، فقال: "باب ذكر نسخ التطبيق في الركوع، والبيان على أن وضع اليدين على الركبتين ناسخ للتطبيق؛ إذ التطبيق كان مقدَّمًا، ووضع اليدين على الركبتين مؤخَّرًا بعده، فالمقدَّم منسوخ، والمؤخَّر ناسخ".

وقال ابن المنذر (٣/ ١٥٢): "فقد ثبتت الأخبار عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه وضع يديه على ركبتيه، ودل خبر سعد بن أبي وقاص على نسخ التطبيق والنهي عنه، ولا يقولن قائل: إن المصلي بالخيار إن شاء طبق يديه بين فخذيه، وإن شاء وضع يديه على ركبتيه؛ لأن في خبر سعد النهي عنه".

وقال ابن حزم في المحلى (٣/ ٢٧٤): "والتطبيق في الصلاة لا يجوز؛ لأنه منسوخ".

وقال في الإحكام (٢/ ١٦٩). "وصح أن التطبيق منسوح بيقين، على ما جاء عن سعد: إنا كنا نفعله، ثم نهينا عنه، وأُمِرنا بالركب".

وقال البيهقي في المعرفة: "وهذا الذي رواه ابن مسعود كان حكمًا في ابتداء الإسلام، ثم صار منسوخًا، ولم يبلغه نسخه حتى أخبره أهل المدينة [يعني بذلك: خيثمة بن عبد الرحمن بن أبي سبرة الجعفي].

وفي هذا دلالة على أن أهل المدينة أعلم بالناسخ والمنسوخ ممن فارقها وسكن العراق من الصحابة، وبالله التوفيق"، وقال نحوه في السنن (٢/ ٨٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>