أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره (٢٣/ ٥٢٨ - ط هجر)، قال: حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد به.
ورواه أيضًا: شيبان بن عبد الرحمن، ومعمر بن راشد؛ كلاهما عن قتادة به مرسلًا، وطوله بعضهم، وشك معمر في رفعه.
أخرجه عبد بن حميد (٢/ ٥٠ - نتائج الأفكار)، وابن جرير الطبري في تفسيره (٢٤/ ٥٢٦ - ط هجر).
وهذا مرسل بإسناد صحيح؛ وسبق الكلام في الحديث السابق عن هذا الإسناد، وأنه لا يصلح للاستشهاد به لما في الباب، والله أعلم.
• فإن قيل: قد روي مرفوعًا من وجهٍ أقوى مما تقدم ذكره:
فقد روى سفيان بن عيينة، قال: ثنا إسماعيل بن أمية، قال: ثنا أعرابي من أهل البادية، قال: سمعت أبا هريرة، يقول: قال أبو القاسم - صلى الله عليه وسلم -: "إذا قرأ أحدكم: {لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} فأتى على آخرها: {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى (٤٠)}، فليقل: بلى، وإذا قرأ: {وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا} فأتى على آخرها: {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (٥٠)} فليقل: آمنا بالله، وإذا قرأ: {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ} فأتى على آخرها: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ} فليقل: بلى".
وربما قال سفيان: "بلى؛ وأنا على ذلك من الشاهدين".
قال سفيان: قال إسماعيل: فاستعدتُّ الأعرابيَّ الحديث [لأنظر كيف حفظه]، فقال: يا ابن أخي! أتراني لم أحفظه؟ لقد حججت ستين حجةً، ما منها حجة إلا وأنا أعرف البعير الذي حججتُ عليه.
أخرجه أبو داود (٨٨٧)، والترمذي (٣٣٤٧)، وأحمد (٢/ ٢٤٩)، والحميدي (٩٩٥)، وابن أبي حاتم في العلل (٢/ ٩٠/ ١٧٦٣)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (٤٣٦)، والدارقطني في العلل (١١/ ٢٤٧/ ٢٢٦٧)، والبيهقي في السنن (٢/ ٣١٠)، وفي الشعب (٢/ ٣٧٧/ ٢٠٩٧)، وفي الأسماء والصفات (١/ ٣٩)، والبغوي في شرح السُّنَّة (٣/ ١٠٤/ ٦٢٣)، وفي التفسير (٤/ ٤٢٦)، وابن حجر في نتائج الأفكار (٢/ ٤٢).
قال الترمذي: "هذا حديث إنما يُروى بهذا الإسناد عن هذا الأعرابي، عن أبي هريرة، ولا يسمَّى".
وقال ابن حجر: "هذا حديث حسن، يتقوى بكثرة طرقه".
• وقد اختلف فيه على إسماعيل بن أمية:
أ - فرواه سفيان بن عيينة، قال: ثنا إسماعيل بن أمية، قال: ثنا أعرابي من أهل البادية، قال: سمعت أبا هريرة، يقول: قال أبو القاسم - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره، من قوله - صلى الله عليه وسلم -.
ب - ورواه شعبة، عن إسماعيل بن أمية، قال: قلت له: من حدثك؟ قال: [حدثني] رجلُ صِدقٍ، عن أبي هريرة.