وهو حديث منكر مضطرب، بذكر المنهيات الثلاث، ومما يؤكد نكارته أن جماعة من التابعين قد رووه عن أبي هريرة بحديث: أوصاني خليلي بثلاث، دون شقه الثاني في المنهيات، وقد تقدم تخريجه مطولًا تحت الحديث رقم (٨٤٥).
• وروي النهي عن الالتفات في الصلاة من حديث أبي هريرة من وجوه آخر:
• منها: ما رواه محمَّد بن عمر الواقدي، قال: حدثنا نافع بن ثابت بن عبد الله بن الزبير [ذكره ابن حبان في الثقات، وروى عنه جماعة من الثقات، وكان قليل الحديث، قال الذهبي: "صالح الحديث، مقل". طبقات ابن سعد (٣٥٣ - المتمم)، الجرح والتعديل (٨/ ٤٥٧)، الثقات (٥/ ٤٧١)، تاريخ الإِسلام (٩/ ٦٤٨)، التعجيل (١٠٩١)]، عن يزيد بن رومان، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا قام أحدكم إلى صلاته فلْيُقْبِل عليها حتى يفرُغ منها، وإياكم والالتفات في الصلاة، فإنما أحدكم يناجي ربه ما دام في الصلاة".
أخرجه الحارث بن أبي أسامة في مسنده (١٥٤ - بغية الباحث)، والطبراني في الأوسط (١٨٨/ ٤/ ٣٩٣٥)، وابن سمعون في الأمالي (١٦٩).
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن يزيد بن رومان إلا نافع بن ثابت، تفرد به: الواقدي".
قلت: هو حديث باطل؛ تفرد به الواقدي، وهو: متروك، واتُّهم، يروي أحاديث لا أصل لها [التهذيب (٣/ ٦٥٨)].
• ومنها: ما رواه بكر بن الأسود أبو عبيدة الناجي، عن الحسن، عن أبي هريرة؛ أن النبي عليه السلام قال: "إياكم والالتفات في الصلاة؛ فإنها هلكة".
وفي رواية: "لا يلتفت أحدكم في صلاته، فإن كان لا بد فاعلًا؛ ففي غير ما افترض الله عليه".
أخرجه ابن أبي شيبة (١/ ٣٩٥/ ٤٥٤٤)، والعقيلي في الضعفاء (١/ ١٤٧)، وانظر: كنى البخاري (٥٢).
قال العقيلي: "لا يتابع على هذا الحديث بهذا اللفظ، وللنهي عن الالتفات في الصلاة أحاديث صالحة الأسانيد بألفاظ مختلفة".
قلت: هو حديث منكر؛ تفرد به عن الحسن البصري: أبو عبيدة الناجي، وهو: ضعيف، لا يتابع على ما يرويه من المسند على قلته، تقدم ذكره تحت الحديث رقم (١٧).
٥ - عن حذيفة بن اليمان:
روى أبو بكر بن عياش، وأبو العوام عمران بن داود القطان، وحماد بن سلمة [واختلف عليه]:
عن عاصم بن بهدلة، عن شقيق بن سلمة، قال: رأى حذيفةُ شَبَث بن رِبْعي يبزق بين يديه، فقال: يا شبث، لا تبزق بين يديك، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهانا أن نبزق بين أيدينا، وقال: "إذا قام العبد في الصلاة لم يزل الله مقبلًا عليه حتى ينصرف [عنه]، أو يحدث حدث سوء".