للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثم هو شاذ بهذا الإسناد والمتن؛ والمحفوظ فيه عن عاصم بن بهدلة: هو ما رواه عنه جماعة الحفاظ السابق ذكرهم، والله أعلم.

٢ - أبو اليقظان [عثمان بن عمير الكوفي الأعمى: ضعفوه، وهو: منكر الحديث، قاله أحمد والبخاري وأبو حاتم. انظر: التهذيب (٣/ ٧٥)، الميزان (٣/ ٥٠)، إكمال مغلطاي (٩/ ١٧٧)]، فرواه عن عاصم، عن أبي وائل، عن ابن مسعود، ... فذكر الحديث وقرنه بحديث التحيات في سياق واحد، كما أنه اشتمل على زيادة منكرة، حيث قال في آخره: فلما فرغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ردَّ عليه، وقال: إنها نزلت: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا} [الأعراف: ٢٠٤].

أخرجه أبو العباس السراج في حديثه بانتقاء الشحامي (٧١٦).

قلت: هو حديث منكر؛ وأبو اليقظان هذا وإن كان حفظ إسناده؛ إلا أنه أتى في متنه بما ليس منه.

٣ - الحكم بن ظهير، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله، قال: كنا نتكلم في الصلاة، فسلمتُ على النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم يردَّ عليَّ، فلما انصرف قال: "قد أحدث الله أن لا تكلموا في الصلاة"، ونزلت هذه الآية: {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [البقرة: ٢٣٨].

أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره (٥/ ٢٣٢/ ٥٥٢٣).

قلت: وهذا باطل سندًا ومتنًا؛ آفته الحكم بن ظهير، وهو: متروك، منكر الحديث، اتهمه ابن معين وصالح جزرة [التهذيب (١/ ٤٦٤)].

• وقد وهَّم ابنُ عبد البر عاصمًا في بعض ألفاظ هذا الحديث، وتبعه على ذلك ابن التركماني في الجوهر النقي، وليس الأمر كذلك، فإن حديث عاصم موافق في معناه لما رواه الأعمش عن إبراهيم عن علقمة.

[وانظر: صحيح ابن حبان (٦/ ١٩)، المحلى (٤/ ٥)، مجموع فتاوى ابن تيمية (٢١/ ١٤٨)، نصب الراية (٢/ ٦٩)، السيرة النبوية لابن كثير (٢/ ٥٩)، البداية والنهاية (٣/ ٩٢)، الفتح لابن رجب (٦/ ٣٦٤)، البدر المنير (٤/ ١٧٣)، الفتح لابن حجر (٣/ ٧٤)].

وهما حديثان مختلفان في المخرج؛ وقد اتفقا في مجمل سياق القصة؛ إلا أنهما اختلفا في اللفظ المرفوع بما لا يرجع على معناهما أو أحدهما بالتناقض؛ فحديث الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعود لفظه: "إن في الصلاة شغلًا"، وحديث عاصم، عن أبي وائل، عن ابن مسعود لفظه: "إن الله بحدث من أمره ما يشاء، وإن مما أحدث أن لا تكلموا في الصلاة"؛ فابن مسعود قد حدث علقمة بالقصة وجزء من المرفوع، وحدث أبا وائل بالقصة وجزء من المرفوع، وقد توبع كل منهما على روايته، والله أعلم.

• والحاصل: فإن حديث ابن مسعود من طريق عاصم عن أبي وائل عنه: حديث صحيح، صححه ابن حبان، وثبته ابن المنذر [الأوسط (٣/ ٢٤٩)]، واحتج به أبو داود والنسائي، وعلقه البخاري في صحيحه جازمًا به، وقال عنه ابن عبد الهادي في التنقيح

<<  <  ج: ص:  >  >>