(٢/ ٣٠٢/ ٩٠٠)، وابن الملقن في البدر المنير (٤/ ١٧٣): "هذا حديث صحيح"، وقد صححه أيضًا أو حسنه جمع من العلماء، منهم: ابن حزم، والنووي، وابن تيمية، والذهبي، وابن حجر [المحلى (٤/ ١٣٣)، خلاصة الأحكام (١٦٤٥)، المجموع شرح المهذب (٤/ ١١٥)، العقيدة الأصفهانية (٦٨)، تاريخ الإسلام (١٣/ ٤٥٠)، فتح الباري لابن حجر (١٣/ ٤٣٩)].
وقد دل مجموع روايات حديث ابن مسعود وحديث زيد بن أرقم [الآتي عند أبي داود برقم (٩٤٩)] وكلام جماعة من المحققين من العلماء: أن نسخ الكلام في الصلاة إنما كان بعد الهجرة إلى المدينة وقبل غزوة بدر، وهو وقت الرجوع الثاني لابن مسعود من الحبشة بعد أن كان قد هاجر إليها ثانية، والله أعلم.
• قال البغوي في شرح السنَّة: "قوله: فأخذني ما قرُب وما بعُد، ويُروى: ما قدُم وما حدُث؛ تقول العرب هذه اللفظة للرجل إذا أقلقه الشيء وأزعجه وغمه، وتقول أيضًا: أخذه المقيم والمقعد، كأنه يهتم لما نأى من أمره ولما دنا، قال الخطابي: معناه: الحزن والكآبة، يريد: أنه قد عاوده قديم الأحزان، واتصل بحديثها". [انظر: معالم السنن (١/ ١٨٩)].
• ولحديث ابن مسعود طرق أخرى، منها:
١ - إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، قال: خرجت في حاجةٍ، ونحن يسلِّم بعضنا على بعض في الصلاة، ثم رجعت فسلمت، فلم يَرُدَّ عليَّ، وقال: "إن في الصلاة شغلًا".
أخرجه الطحاوي (١/ ٤٥٥)، والطبراني في الكبير (١٠/ ١١٢/ ١٠١٣١).
وهذا إسناد صحيح، وإسرائيل ثبت في جده أبي إسحاق.
تقدم ذكره تحت الحديث رقم (٨٢٩).
٢ - يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه أبي إسحاق السبيعي، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لقوم كانوا يقرؤون القرآن فيجهرون به [وفي رواية: كان الناس يجهرون بالقراءة خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم -] [وفي رواية: كنا نقرأ خلف النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال]: "خلطتم عليَّ القرآن"، وكنا نسلِّم في الصلاة، فقيل لنا: "إن في الصلاة لشغلًا".
وهذا إسناد قريب، تقدم ذكره والكلام عليه تحت الحديث رقم (٨٢٩).
٣ - محمد بن فضيل، وأسباط بن محمد، وعبثر بن القاسم، وزهير بن معاوية [وهم ثقات]:
حدثنا مطرف بن طريف [ثقة]، عن أبي الجهم [سليمان بن الجهم: ثقة، من الثالثة]، عن أبي الرضراض [قال عبثر وزهير: عن الرضراض]، عن عبد الله بن مسعود، قال: كنت أسلِّم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الصلاة، فيرد عليَّ، فلما كان ذات يوم سلمتُ عليه، فلم يردَّ عليَّ، فوجدت في نفسي، فلما فرغ، قلت: يا رسول الله! إني إذا كنت سلمت عليك في الصلاة رددتَ عليَّ؟ قال: فقال: "إن الله عز وجل يحدث في أمره ما يشاء".