للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال أبو حاتم: "أخطأ عبد الرزاق في اختصاره هذه الكلمة، ... ، وأدخله في باب: من كان يشير بإصبعه في التشهد [كذا وقع في مطبوعة العلل: التشهد، وقد نقل هذا النص: الضياء في مختارته، وابن عبد الهادي في التنقيح (٢/ ٢٩٨/ ٨٩٥)، فقالا: في الصلاة، وهو الأقرب، والموافق لما في المصنف]، وأوهم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما أشار بيده في التشهد، وليس كذاك هو".

قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: "قلت لأبي: فإشارة النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى أبي بكر كان في الصلاة، أو قبل دخول النبي - صلى الله عليه وسلم - في الصلاة؟ فقال: أما في حديث شعيب عن الزهري: لا يدل على شيء من هذا".

قلت: هذه الرواية أخرجها البخاري في صحيحه (٦٨٠)، قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب، عن الزهري، قال: أخبرني أنس بن مالك الأنصاري -كان تبع النبي - صلى الله عليه وسلم - وخدمه وصحبه-؛ أن أبا بكر كان يصلي لهم في وجع النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي توفي فيه، حتى إذا كان يوم الاثنين وهم صفوف في الصلاة، فكشف النبي - صلى الله عليه وسلم - ستر الحجرة ينظر إلينا، وهو قائم كأن وجهه ورقة مصحف، ثم تبسم يضحك، فهممنا أن نفتتن من الفرح برؤية النبي - صلى الله عليه وسلم -، فنكص أبو بكر على عقبيه ليصل الصف، وظن أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خارج إلى الصلاة، فأشار إلينا النبي - صلى الله عليه وسلم - أن: أتموا صلاتكم، وأرخى الستر، فتوفي من يومه.

وقد تابع شعيب بن أبي حمزة على هذه اللفظة: فأشار إليهم: أتموا صلاتكم: عقيل بن خالد [عند: البخاري (٧٥٤ و ٤٤٤٨) ويونس بن يزيد الأيلي [عند: البخاري (١٢٠٥) وصالح بن كيسان [عند: مسلم (٤١٩/ ٩٨) وسفيان بن عيينة [عند: مسلم (٤١٩/ ٩٩)، والنسائي (٤/ ٧/ ١٨٣١)، واللفظ له]، ومعمر بن راشد [عند: مسلم (٤١٩/ ٩٩)، وأحمد (٣/ ١٩٦)، وعبد الرزاق (٥/ ٤٣٣/ ٩٧٥٤)، وعبد بن حميد (١١٦٣)، ولم يسق مسلم لفظه]، وهذا على وجه الاختصار والإشارة حسب.

قلت: وليس في هذا الحديث ما يدل على أنه أشار لهم في صلاته، كما قال أبو حاتم، فلو كان قوله هذا صوابًا، لكان حديث معمر المختصر: حديث خطأ، وليس الأمر كذلك، بل إنه مختصر من حديث معمر نفسه عن الزهري، عن أنس في قصة أخرى غير هذه، وتقدم بيانها، وفيها: فصلى بهم قاعدًا، وأشار إليهم أن: اقعدوا، وبهذا فيكون اختصار معمر لهذا الحديث غير مخل بمعناه، فإنه - صلى الله عليه وسلم - قد أشار إليهم وهو يصلي، وعليه: فإن حديث الباب: حديث صحيح؛ إلا إنه مختصر من حديث طويل، ولم ينفرد به معمر عن الزهري:

• فقد رواه سلامة بن بشر [دمشقي: ثقة]: حدثنا يزيد بن السِّمط [دمشقي: ثقة، من كبار أصحاب الأوزاعي]: حدثنا الأوزاعي، عن الزهري، عن أنس بن مالك؛ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يشير في الصلاة.

أخرجه الطبراني في الأوسط (٥/ ١٠٨/ ٤٨١٤)، وفي الصغير (٢/ ١٤/ ٦٩٥)، وأبو

<<  <  ج: ص:  >  >>