للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد تقدم تخريجه تحت الحديث رقم (٦٤٧)، وهو حديث ضعيف، واختلف في رفعه ووقفه، ووقفه أصح.

وانظر في الغرائب: فتح الباري لابن رجب (٦/ ٣٩٢).

• وأما ما يحتج به في هذا الباب: لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه:

فقد رواه صالح بن محمد، قال: حدثنا سليمان بن عمرو، عن ابن عجلان، عن المقبري، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى رجلًا يعبث بلحيته في الصلاة، فقال: "لو خشع قلبه لخشعت جوارحه".

أخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول (٤/ ٨/ ٨٢٤) و (٥/ ٥٠٤/ ١٣٠٥) و (٧/ ١٥٧/ ١٦٢٠).

قلت: هو حديث باطل موضوع؛ شيخ الحكيم الترمذي هو: صالح بن محمد الترمذي، وهو: متهم ساقط [اللسان (٤/ ٢٩٦)، المجروحين (١/ ٣٧٠)، مسند الشهاب (٣٩ و ٣٩٩)، جامع بيان العلم (١/ ١٢٩) وشيخه هو: أبو داود النخعي الكذاب، وقد جاء منسوبًا في بعض الأسانيد التي يرويها صالح بن محمد عنه [كما في أحد المصادر السابق ذكرها]، وأبو داود النخعي هذا: مشهور بالكذب ووضع الحديث، حتى قال ابن عدي: "اجتمعوا على أنه يضع الحديث" [اللسان (٤/ ١٦٣)، الكامل (٣/ ٢٤٩)]، ثم هو قد تفرد هنا بإسناد مدني شهير، فأين أصحاب محمد بن عجلان المدنيون والغرباء عن هذا الحديث؟.

• وإنما يروى هذا الكلام موقوفًا أو مقطوعًا، ولا يصح أيضًا:

أ- فقد روى الوليد بن مسلم، عن ثور بن يزيد، قال: رأى حذيفة بن اليمان رجلًا يصلي يعبث بلحيته، فقال: لو خشع قلب هذا سكنت جوارحه.

أخرجه ابن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة (١٥٠).

وهذا إسناد رجاله ثقات؛ لكنه معضل، فإن ثور بن يزيد ولد على أقل تقدير سنة (٨٠ هـ)؛ يعني: بعد وفاة حذيفة بنحو (٤٤) سنة على الأقل، والله أعلم.

ب- وروى عبد الله بن المبارك [ثقة حجة، إمام فقيه، أثبت الناس في معمر]، وإسماعيل بن علية [ثقة ثبت]:

قال ابن المبارك: أخبرنا معمر، عن رجل، عن سعيد بن المسيب؛ أنه رأى رجلًا عبث في صلاته، فقال: لو خشع قلب هذا خشعت جوارحه.

وفي رواية ابن علية: عن رجل، قال: رأى سعيد بن المسيب رجلًا وهو يعبث بلحيته في الصلاة، وقال: جوانحه، بدل: جوارحه.

أخرجه ابن المبارك في الزهد (١١٨٨)، وابن أبي شيبة (٢/ ٦٧٨٧/٨٦)، وابن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة (١٥١).

• ورواه عبد الرزاق [ثقة حافظ، من أثبت الناس في معمر، وهو راويته]، عن

<<  <  ج: ص:  >  >>