للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وإسناد صحيح، وقد تقدم تحت الحديث رقم (٩٢٤).

د- الزبير بن عدي، عن كلثوم بن المصطلق، عن عبد الله بن مسعود، قال: كنت آتي النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يصلي فأسلم عليه فيردَّ عليَّ، فأتيته فسلمتُ عليه وهو يصلي فلم يردَّ عليَّ، فلما سلم أشار إلى القوم، فقال: "إن الله -عز وجل- -يعني:- أحدث في الصلاة أن لا تكلموا إلا بذكر الله، وما ينبغي لكم [من تسبيح وتمجيد]، وأن تقوموا لله قانتين".

وإسناده صحيح، وقد تقدم تحت الحديث رقم (٩٢٤).

٢ - حديث معاومة بن الحكم السلمي:

رواه يحيى بن أبي كثير، عن هلال بن أبي ميمونة، عن عطاء بن يسار، عن معاويةَ بن الحكم السُّلَمي، قال: صليتُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فعطسى رجلٌ من القوم، فقلتُ: يرحمك الله، فرماني القومُ بأبصارِهم، فقلتُ: واثُكْلَ أُمِّياه! ما شأنكم تنظرون إليَّ؟ فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم، فعرفتُ أنهم يُصَمِّتوني -قال عثمان: فلما رأيتهم يُسكِّتوني-، لكني سكتُّ، قال: فلما صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأبي وأمي- ما ضربني، ولا كَهَرني، ولا سبَّني، ثم قال: "إن هذه الصلاة لا يحل فيها شيءٌ من كلام الناس هذا، إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن" أو كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الحديث.

تقدم برقم (٩٣٠)، وهو حديث صحيح.

• ولم أورد هنا حديث أبي هريرة في قصة ذي اليدين لكونه فيمن تكلم ساهيًا أو ظانًّا وقوع النسخ وقد تمت الصلاة.

وسوف نرجئ الكلام على من تكلم في الصلاة عامدًا أو جاهلًا أو ناسيًا، إلى موضعه من السنن، في باب السهو في السجدتين (١٠٠٨ - ١٠١٨)، إن شاء الله تعالى.

• وقد دل مجموع روايات حديث ابن مسعود وحديث زيد بن أرقم وكلام جماعة من المحققين من العلماء: أن نسخ الكلام في الصلاة إنما كان بعد الهجرة إلى المدينة وقبل غزوة بدر، وهو وقت الرجوع الثاني لابن مسعود من الحبشة بعد أن كان قد هاجر إليها ثانية، والله أعلم.

• قال الطحاوي في شرح المعاني: "وصحبة زيد لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - إنما كانت بالمدينة؛ فقد ثبت بحديثه هذا أن نسخ الكلام في الصلاة كان بالمدينة، بعد قدوم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من مكة".

وقال الخطابي في أعلام الحديث (١/ ٤١٣): "نسخ الكلام في الصلاة إنما وقع بعد الهجرة بمدة يسيرة".

وقال ابن عبد البر في الاستذكار (١/ ٥٠٥): " ... ، فالجواب أن ابن مسعود ممن هاجر من مكة إلى أرض الحبشة في جماعة من هاجر إليها من الصحابة، وأنه من الجماعة المنصرفين من الحبشة إلى مكة حين بلغهم أن قريشًا دخلوا في الإسلام، وكان الخبر كاذبًا فأقبلوا إلى مكة في حين كون بني هاشم وبني المطلب في الشعب، ووجدوا قريشًا

<<  <  ج: ص:  >  >>