رواه مالك، عن ابن شهاب، عن أَنس بن مالك: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ركِب فرسًا فَصُرِعَ عنه، فَجُحِشَ شِقُّه الأيمنُ، فصل صلاةَ من الصلوات وهو قاعد، فصلَّينا وراءه قعودًا، فلما انصرف قال:"إِنما جُعِلَ الإِمامُ لِيُؤتمَّ به؛ فإذا صلى قائمًا فصلوا قيامًا، وإذا ركع فاركعوا، وإذا رفع فارفعوا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده، ففولوا: ربَّنا ولك الحمد، وإذا صلى جالسًا فصلوا جلوسًا أجمعون".
وهو حديث متفق على صحته، أخرجه البخاري (٦٨٩)، ومسلم (٤١١/ ٨٠)، وتقدم عند أبي داود برقم (٦٠١).
٢ - حديث عائشة:
رواه هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة - زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أنها قالت: صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيته وهو جالس، فصلى وراءه قومٌ قياما، فأشار إليهم أن: اجلسوا، فلما انصرف قال:"إنما جُعِل الإِمامُ ليُؤتَمَّ به، فإذا ركع فاركعوا، وإذا رفع فارفعوا، وإذا صلى جالسًا فصلوا جلوسًا".
تقدم برقم (٦٠٥)، وهو حديث متفق عليه.
٣ - عن جابر بن عبد الله:
رواه الليث بن سعد، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله، قال: اشتكى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصلينا وراءه وهو قاعد، وأبو بكر يكبر، ويُسمع الناسَ تكبيرَه، قال: فالتفت إلينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فرآنا قيامًا، فأشار إلينا فقعدنا، فصلينا بصلاته قعودًا، فلما سلم قال:"إن كدتم آنفًا تفعلون فعل فارس والروم، يقومون على ملوكهم وهم قعود، فلا تفعلوا، ائتموا بأئمتكم: إن صلى قائمًا فصلوا قيامًا، وإن صلى قاعدًا فصلوا قعودًا".
أخرجه مسلم (٤١٣/ ٨٤)، وتقدم برقم (٦٠٦)، وانظر أيضًا: الحديث رقم (٦٠٢).
٤ - حديث عائشة، وله طرق منها:
أ - ما رواه الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، قالت: لما ثَقُل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، جاء بلال يؤْذِنه بالصلاة، فقال:"مروا أبا بكر فليُصلِّ بالناس" قالت: فقلت: يا رسول الله! إن أبا بكر رجل أسِيف، وإنه متى يقم مقامك لم يُسمِع الناسَ، فلو أمرت عمر، قال:"مروا أبا بكر فليُصلِّ بالناس"، فقلت لحفصة: قولي له، فقالت له، فقال:"إنكنَّ لأنتُنَّ صواحبات [في رواية الشيخين: صواحب] يوسف، مروا أبا بكر فليُصلِّ بالناس"، قالت: فأمروا أبا بكر، فلما دخل في الصلاة، وجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من نفسه خفة، قالت: فقام يهادَى بين رجلين، ورجلاه تخطَّان في الأرض، قالت: فلما دخل المسجد سمع أبو بكر حِسَّه، فذهب ليتأخر، فأومأ إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن: قم كما أنت، قالت: فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتَّى قام عن يسار أبي بكر جالسًا، فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي [جالسًا]، وأبو بكر قائمًا، يقتدي أبو بكر برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والناس يقتدون بأبي بكر.