للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

للدارمي وأبي بكر النجاد وأبي حفص العكبري من حديث ابن عمر، وضعف إسناده.

ومما يدل على أن هذه الزيادة لا أصل لها من حديث عمران - غير ما تقدم من بيان خلو طرق الحديث عن هذه الزيادة -: ما ترجم به ابن خزيمة للحديث في صحيحه (٢/ ٢٤٢)، إذ يقول: "باب صفة صلاة المضطجع خلاف ما يتوهمه العامة، إذ العامة إنما تأمر المصلي مضطجعًا أن يصلي مستلقيًا على قفاه، والنبي - صلى الله عليه وسلم - أمر المصلي مضطجعًا أن يصلي على جنب.

وكذلك قول ابن المنذر في الأوسط بعد حديث ابن طهمان (٤/ ٣٧٩): "فإن لم يقدر على جنبه صلى مستلقيًا، رجلاه في القبلة، على قدر طاقته"، ولو كانت هذه الريادة من قول النبي - صلى الله عليه وسلم - لما زاد ذلك من تلقاء نفسه.

فهذه زيادة لا أصل لها من حديث عمران بن حصين، وقد أدرجت في رواية ابن طهمان وليست منها، ورواية ابن طهمان لم يخرجها النسائي أصلًا، لا في سننه الصغرى، ولا في الكبرى، ولا عزاها إليه من تكلم في أطراف الكتب الستة، فلم يعزها إليه: ابن عساكر، ولا المزي (٧/ ٣٩٢/ ١٠٨٣٢ - تحفة الأشراف)، ولا ابن حجر (٨/ ١٨٥/ ١٠٨٣٢ - النكت الظراف)، ولا العراقي (٣٩٥ - الأطراف بأوهام الأطراف)، ولا من اشترطوا أو اهتموا بالعزو لكتب السُّنَّة المشهورة، مثل: ابن الأثير في جامع الأصول (٥/ ٣١٢/ ٣٣٩)، والسيوطي في الدر المسمور (٢/ ١٣٣)، وغيرهم.

قلت: ويبعد أن يتوهم فقيه كون هذه اللفظة المدرجة من رواية النسائي (٣/ ٢٢٤/ ١٦٦٠)، والتي هي عند البخاري أيضًا من حديث عمران (١١١٥ و ١١١٦)، فإن النسائي إنما أخرج حديث عمران بلفظ الجماعة عن حسين المعلم: سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الَّذي يصلي قاعدًا؟ قال: "من صلى قائمًا فهو أفضل، ومن صلى قاعدًا فله نصف أجر القائم، ومن صلى نائمًا فله نصف أجر القاعد"، فكما ترى فإن الزيادة المزعومة لا مكان لها في هذا السياق.

• كما أنبه أيضًا على أن بعض المتأخرين زاد من كيسه في آخر حديث ابن طهمان هذا: "تومئ إيماءً"، ولا أصل لها من حديثه، ثم تتابع الناس على ذكرها بعده [انظر: المبسوط للسرخسي (١/ ٢١٢)، الكشاف (١/ ٤٨٢)، تحفة الفقهاء (١/ ١٨٩)، بدائع الصنائع (١/ ١٠٦)، نصب الراية (٢/ ١٧٥)، تخريج الأحاديث والآثار (١/ ٢٦٢)، العناية شرح الهداية (٢/ ٣١٤)، الدراية (١/ ٢٠٩)، سبل السلام (١/ ٢٠٠)، وغيرها كثير].

***

٩٥٣ - . . . قال أبو داود: حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس: حدثنا زهير: حدثنا هشام بن عروة، عن عروة، عن عائشة، قالت: ما رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في شيءٍ من صلاة الليل جالسًا قطُّ، حتى دخل في السِّنِّ، فكان يجلس فيها فيقرأ، حتى إذا

<<  <  ج: ص:  >  >>