للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأنصاري، ووهَّم من رواه عن يحيى بخلاف قول الجماعة عنه، قال: "مع أن عبد الوهاب الثقفي قد رواه عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر، وهو محفوظ عنه، جمع بينه وبين حديث عبيد الله عن القاسم عن عبد الله بن عبد الله عن أبيه، ... ، فدل على أنَّه قد حصل حديث نافع".

قلت: هو غريب من حديث عبيد الله بن عمر العمري المدني؛ فقد تفرد به الثقفي عنه دون أصحاب عبيد الله على كثرتهم، وهكذا تفرد به عن أهل المدينة: بصري ثقة، فهو حديث غريب، وإن كان مشهورًا من حديث القاسم، ومن حديث نافع عن ابن عمر، والله أعلم.

هذا مع أنَّه يمكن حمل كلام الدارقطني في السنن على محمل صحيح، فإن قوله: "هذه كلها صحاح، لم يروها إلا الثقفي"؛ يعني: أنها ثابتة عن الثقفي نفسه، وأنه قد حدث بها جميعًا، ورواها أصحابه عنه بالأسانيد الثلاثة، إلا أن الثقفي قد تفرد بها عن عبيد الله بن عمر، وأما حديثه عن يحيى بن سعيد الأنصاري فلم يتفرد به، تابعه عليه جماعة تقدم ذكرهم.

• وخبر نافع، رواه عبد الرزاق (٢/ ١٩٣/ ٣٠٤٠)، عن ابن جريج، قال: أخبرني نافع، عن ابن عمر؛ مثل خبر عطاء.

وكان قد أسند (٢/ ١٩٣/ ٣٠٣٩) عن عطاء، قال: رأيت ابن عمر يجلس في مثنى، يجلس على يسراه فيبسطها جالسًا عليها، ويقعي على أصابع يمناه، جاثيًا عليها، تأتيها وراءه على كل أصابعها.

وهذه الرواية هي بمعنى رواية عمرو بن الحارث عن يحيى بن سعيد الأنصاري، غير أنَّه لم يقل بأنه من السُّنَّة، وهو موقوف على ابن عمر بإسناد صحيح.

• وروى معمر، عن أيوب، عن نافع، قال: تربَّع ابن عمر في صلاته، فقال: إنها ليست من سُنَّة الصلاة، ولكني أشتكي رجلي.

أخرجه عبد الرزاق (٢/ ١٩٣/ ٣٠٤١).

• وروى ابن علية، عن أيوب، عن نافع؛ أن ابن عمر صلى متربِّعًا من وجَعٍ.

أخرجه ابن أبي شيبة (٢/ ٣٣/ ٦١٣٦).

وهذا موقوف على ابن عمر بإسناد صحيح.

• وأما أثر المغيرة بن حكيم عن ابن عمر في ذلك؛ فراجع تخريجه تحت الحديث رقم (٨٤٤).

• وهذا الحديث له حكم الرفع؛ فإن قول الصحابي: من السُّنَّة كذا، له حكم الرفع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فإليه تنسب السُّنَّة عند الإطلاق، بخلاف ما لو قيدت نحو سُنَّة الخلفاء الراشدين وغير ذلك، ويزيد هذا المعنى تأكيدًا: قوله: سُنَّة الصلاة، فإن الصحابة إنما كانوا يأخذون صلاتهم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، الَّذي أمروا بالتأسي به، والاقتداء بأقواله وأفعاله، والاهتداء بهديه، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>