مكة، لا بأس به، من رجال البخاري]: ثنا عبد الواحد بن زياد [بصري، ثقة، من رجال الشيخين]: ثنا الحسن بن عبيد الله [كوفي، ثقة، من رجال مسلم]، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، عن عبد الله -هو ابن مسعود- قال: من سُنَّة الصلاة أن يخفى التشهد.
أخرجه الحاكم (١/ ٢٣٠)، وعنه: البيهقي (٢/ ١٤٦).
قال الحاكم:"هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه".
وقال ابن حجر في النتائج (٢/ ١٩٥): "وهذه متابعة قوية".
قلت: قد تبين من خلال كلامي على رجاله فيما بين المعكوفين أنه ليس من شرط الشيخين، وهو إسناد كوفي ثم بصري، ثم تفرد به عن أهل البصرة: رجل من بخارى؛ فإن سهل بن المتوكل بن حجر أبا عصمة البخاري: ذكره ابن حبان في الثقات (٨/ ٢٩٤)، وقال:"يروي عن أبي الوليد الطيالسي وأهل العراق، روى عنه أهل بلده، وهو من بني شيبان، إذا حدث عن إسماعيل بن [أبي] أويس أغرب عنه"، وقد روى عنه جماعة، وقال عنه الخليلي:"ثقة مرضي" [الإرشاد (٣/ ٩٦٩)، تاريخ الإِسلام (٢١/ ١٨٩)، الثقات ممن لم يقع في الكتب الستة (٥/ ١٦٤)].
لكن في تفرده بذلك غرابة شديدة، لا سيما مع كونه يغرب عن ابن أبي أويس، فإن سهلًا هذا كان معاصرًا لطبقة كبار الحفاظ والمصنفين؛ كصاحبي الصحيح، وأصحاب السنن والمسانيد المشهورة وغيرهم من أئمة الزمان، ولم يكن بذاك المشهور، ولذلك لم يترجم له الذهبي في سير أعلام النبلاء، فأين أصحاب السنن عن هذا الحديث لو كان مشهورًا من حديث أهل الكوفة، أو عموم أهل العراق، بدلًا من إخراجهم لحديث ابن إسحاق المدني، وقد قال الحاكم في المعرفة (١١٥): "والمدنيون إذا رووا عن الكوفيين زلقوا"، مع العلم بأن العلاء بن عبد الجبار العطار البصري قد روى عنه جماعة من كبار الحفاظ والمصنفين؛ كالبخاري والحميدي والدورقي والجوزجاني وأبي خيثمة زهير بن حرب وأبي مسعود أحمد بن الفرات وغيرهم، فكيف ينفرد به سهل دونهم؟.
بل كلام الأئمة، مثل: الترمذي، والبزار، والدارقطني؛ قال على تفرد ابن إسحاق به عن عبد الرحمن بن الأسود، وأنه لم يتابع عليه، ولذا قال الترمذي:"حسن غريب"؛ لأجل تفرد ابن إسحاق به، مما يدل على أنه لا يُعرف من حديث الحسن بن عبيد الله الكوفي، والله أعلم.
• إذا تبين ذلك، وأنه قد تفرد به ابن إسحاق، ورواه عنه يونس بن بكير، وأحمد بن خالد الوهبي؛ فيقال: قد خالفهما: عبد الأعلى بن عبد الأعلى [السامي: ثقة]، فرواه عن محمَّد بن إسحاق، قال: حدثني أبي [هو: إسحاق بن يسار، وهو: تابعي ثقة]، قال: كانوا يخفون التشهد ولا يجهرون به.
أخرجه ابن أبي شيبة (٢/ ٢٥٧/ ٨٧٤٤).
• قلت: وهذه الرواية المقطوعة، والتي تشبه حكاية الإجماع؛ تقدح في رواية