قال الترمذي: سألت البخاري عنه فقال: هو خطأ.
ورواه البيهقي من رواية جماعة من الصحابة وضعفها كلها، وإنما صح عن ابن عمر موقوفًا عليه.
وأما قول الحاكم في المستدرك: إن حديث جابر صحيح؛ فمردود عليه، فالذين ضعفوه أجلُّ منه وأتقن".
وقال ابن الملقن في البدر المنير (٤/ ٢٨): "نصَّ غيرُ واحد من الحفاظ على ضعفه".
وقال ابن حجر في الفتح (٢/ ٣١٦): "وفي الجملة: لم تصح هذه الزيادة، ... ، ويدل على عدم اعتبارها أنه ثبت في حديث أبي موسى المرفوع في التشهد وغيره: "فإذا قعد أحدكم فليكن أول قوله: التحيات لله" الحديث، ... ، وقد أنكر ابن مسعود وابن عباس وغيرهما على من زادها".
وقال ابن حجر في نتائج الأفكار (٢/ ١٩١) معلقًا على تصحيح الحاكم: "وهذا هو الذي يجري على طريقة الفقهاء إذا كان الكل ثقات؛ لاحتمال أن يكون عند أبي الزبير على الوجهين، ولا سيما مع اختلاف السياقين، وقبولهم زيادة الثقة مطلقًا".
وانظر أيضًا: الأحكام الوسطى (١/ ٤٠٩).
هكذا خالفهم الحاكم، فقال مصححًا له في الشواهد: "أيمن بن نابل: ثقة، قد احتج به البخاري"، وقد علمت كلام البخاري آنفًا! فكيف يكون على شرطه؟، كما أنه لم يحتج به، وإنما أخرج له متابعة واحدة في الحج [انظر: صحيح البخاري (١٥١٨)]، ثم أتبعه الحاكم بنقل توثيق ابن معين له من رواية الدارمي عنه، فراجع كلامه هناك.
• فإن قيل: قد توبع عليه ابن نابل، ولم ينفرد به:
فيقال: هي متابعة واهية لا تسوي شيئًا، ويبدو أن صاحبها قد سرق الحديث:
أ- فقد رواه حميد بن الربيع: ثنا أبو عاصم: ثنا ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن: "التحيات لله" ... فذكره.
ثم رواه حميد أيضًا، فقال: ثنا أبو عاصم: ثنا سفيان الثوري، عن أبي الزبير، عن جابر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
أخرجه ابن عدي في الكامل (٢/ ٢٨١)، والدارقطني في العلل (١٣/ ٣٤٣/ ٣٢٢٢).
قال ابن عدي: "وهذا الحديث عن ابن جريج والثوري عن أبي الزبير: باطلان؛ ليس يرويهما عن أبي عاصم غير حميد بن الربيع، وإنما يروي أبو عاصم هذا الحديث عن أيمن بن نابل عن أبي الزبير عن جابر".
وقال الدارقطني بعد أن ذكر الاختلاف فيه على أبي الزبير: "وحديث ابن عباس: أشبه بالصواب من حديث جابر". [العلل (١٣/ ٣٤٢/ ٣٢٢٢)].