والهيثم بن كليب الشاشي (٣٠٤)، والطبراني في الكبير (١٠/ ٢٧/ ٩٨٣١)، والدارقطني في السنن (١/ ٣٧٦)، وابن سمعون في الأمالي (٩٨)، وأبو نعيم في أخبار أصبهان (١/ ٤١٧)، والبيهقي في السنن (٢/ ٣٣٠)، وفي المعرفة (٢/ ١٦٥/ ١١٣٣)، والخطيب في تاريخ بغداد (١١/ ٥٧).
* والحاصل: فإنه لا يصح من حديث حصين بن عبد الرحمن، وإنما هو حديث منصور عن إبراهيم.
° قال ابن خزيمة:"إن كان أراد ابن مسعود بقوله: بعد الكلام؛ قوله: لما صلى الظهر خمسًا، فقال: أزيد في الصلاة؟ فقال: "وما ذاك"؛ فهذا الكلام من النبي - صلى الله عليه وسلم - على معنى كلامه في قصة ذي اليدين، وإن كان أراد الكلام الذي في الخبر الآخر لما صلى فزاد أو نقص، فقيل له، فقال: "إنما أنا بشر أنسٌ كما تنسون"، فإن هذه لفظة قد اختلف الرواة في الوقت الذي تكلم بها النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأما الأعمش في خبره عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله، وأبو بكر النهشلي في خبره عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن عبد الله، ذكرا أن هذا الكلام كان منه قبل سجدتي السهو، وأما منصور بن المعتمر والحسن بن عبيد الله؛ فإنهما ذكرا في خبرهما عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله؛ أن هذا الكلام كان منه بعد فراغه من سجدتي السهو، فلم يثبت بخبر لا مخالف له أن النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو عالم ذاكر بأن عليه سجدتي السهو، وقد ثبت أنه - صلى الله عليه وسلم - تكلم ساهيًا بعد السلام وهو لا يعلم أنه قد سها سهوًا يجب عليه سجدتا السهو ثم سجد سجدتي السهو بعد كلامه ساهيًا".
وقال البيهقي (٢/ ٣٤٣): "وفي هذا الحديث [يعني: حديث ابن مسهر عن الأعمش]، وفي حديث الأسود عن عبد الله؛ أن سجوده كان بعد قوله: "إنما أنا بشر"، وقد مضى في رواية منصور عن إبراهيم ما دل على أنه - صلى الله عليه وسلم - سجد أولًا ثم سلم ثم أقبل على القوم وقال ما قال، وقد مضى في هذا الباب عن إبراهيم بن سويد عن علقمة مثل ذلك، وهو أولى أن يكون صحيحًا من رواية من ترك الترتيب في حكايته".
° قلت: أخشى أن يكون ذلك الوهم في الترتيب من إبراهيم بن يزيد النخعي [وهو: ثقة إمام فقيه]، فقد وقع له النسيان في بعض تفاصيل هذه الواقعة، فهذا الأعمش يقول مفسرًا قول النخعي في الزيادة والنقصان:"قال إبراهيم: وإنما جاء نسيان ذلك من قِبَلي"، وفي رواية:"قال إبراهيم: والوهم مني"، وفي ثالثة يقول:"قال إبراهيم: وأَيمُ الله! ما جاء ذاك إلا من قبلي"، يعني في قوله: فإما زاد وإما نقص.
وقال غندر [عند أحمد (١/ ٤٦٥)]: قال شعبة: "وسمعت سليمان وحمادًا يحدثان؛ أن إبراهيم كان لا يدري أثلاثًا صلى أم خمسًا".
وروى النضر بن شميل [في الجعديات (٨٨٧)]، عن شعبة، عن منصور وسليمان، قالا:"كان إبراهيم يشك؛ أخمسًا صلى أم أربعًا".
ووقع ذلك أيضًا لمن روى عن إبراهيم هذا الحديث، فهذا منصور بن المعتمر [على