جاء يبشرني أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة"، قال: فقال حذيفة: فاستغفر لي ولأمي، قال: "غفر الله لك يا حذيفة ولأمك".
أخرجه أحمد (٥/ ٣٩٢)، ومن طريقه: ابن عساكر في تاريخ دمشق (١٣/ ٢٠٧).
وهذا شاذ سندًا ومتنًا، والأسود بن عامر الشامي، نزيل بغداد، لقبه شاذان: ثقة، لكن عباراتهم لم تتفق على توثيقه، وجعله في المرتبة العليا من الثقات، وكلامهم فيه يدل على أوهام عنده [انظر: التهذيب (١/ ١٧٢)]، وهذا منها، والله أعلم.
° وعليه: فإن إسناد الجماعة عن إسرائيل: إسناد كوفي صحيح غريب.
قال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، لا نعرفه إلا من حديث إسرائيل".
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه".
قلت: ميسرة بن حبيب النهدي لم يخرج له الشيخان في صحيحيهما، والمنهال بن عمرو فمن رجال البخاري وحده.
• خالف اسرائيل في إسناده فوهم:
قيس بن الربيع، قال: حدثني ميسرة بن حبيب، عن عدي بن ثابت، عن زر بن حبيش، عن حذيفة؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ... فذكر منه طرف فضيلة الحسن والحسين.
أخرجه الطبراني في الكبير (٣/ ٣٧/ ٢٦٠٦) و (٢٢/ ٤٠٢/ ١٠٠٥)، بإسناد حسن إلى قيس.
وقيس بن الربيع: ليس بالقوي، ضعفه غير واحد، وابتلي بابنٍ له كان يدخل عليه ما ليس من حديثه فيحدث به [انظر: التهذيب (٣/ ٤٤٧)، الميزان (٣/ ٣٩٣)].
• قال الحاكم: "تابعه أبو مري [كذا؛ يعني: أبا مريم] عن المنهال".
ثم أخرجه الحاكم (٣/ ١٥١) (٣/ ٦٥/ أ - رواق المغاربة)، وأبو علي الحداد في معجم شيوخه (٣٧).
من طريق: الحسن بن الحسين العرني: ثنا أبو مريم الأنصاري، عن المنهال بن عمرو، عن زر بن حبيش، عن حذيفة - رضي الله عنه -، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "نزل من السماء ملك فاستأذن الله أن يسلم عليَّ، لم ينزل قبلها، فبشرني أن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة".
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه".
قلت: بل إسناد واهٍ ساقط، ولا كرامة؛ أبو مريم هذا هو: عبد الغفار بن القاسم؛ رافضي، متروك الحديث، بل كان يضع الحديث [اللسان (٥/ ٢٢٦)]، والحسن بن الحسين العرني: منكر الحديث، كان من رؤساء الشيعة [اللسان (٣/ ٣٣)].
• ورواه عبد الله بن أحمد بن حنبل، وعباس بن محمد بن حاتم الدوري [وهما ثقتان حافظان]، وأحمد بن علي بن مسلم الأبار الخراز [ثقة حافظ متقن، تاريخ بغداد (٤/ ٣٠٦)، السير (١٣/ ٤٤٣)]، ومحمد بن بشر بن مطر [ثقة، تاريخ بغداد (٢/ ٩٠)، تاريخ