الإسلام (٢١/ ٢٥٥)، الثقات ممن لم يقع في الكتب الستة (٨/ ٢٠٤)]:
عن الهيثم بن خارجة: ثنا أبو الأسود عبد الله بن عامر الهاشمي [كذا قال عبد الله، وقال الجماعة: عبد الرحمن بن عامر أبو الأسود مولى بني هاشم، وهو الصواب]، عن عاصم بن أبي النجود، عن زر بن حبيش، عن حذيفة - رضي الله عنه - قال: رأينا في وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - السرور يومًا من الأيام، فقلنا: يا رسول الله لقد رأينا في وجهك تباشير السرور، قال:"وكيف لا أُسرُّ؟ وقد أتاني جبريل - عليه السلام -، فبشرني أن حسنًا وحسينًا سيدا شباب أهل الجنة، وأبوهما أفضل منهما".
أخرجه الطبراني في الكبير (٣/ ٣٨/ ٢٦٠٨)، وابن شاهين في الخامس من الأفراد (٨٩)، والخطيب في تاريخ بغداد (١٠/ ٢٣٠)، وفي تلخيص المتشابه في الرسم (٢/ ٧٥٢)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٣٤/ ٤٤٧ و ٤٤٨).
قال ابن شاهين:"وهذا حديث غريب من حديث عاصم بن أبي النجود، مشهور من حديث المنهال بن عمرو عن زر عن حذيفة، وقد رواه الشعبي عن حذيفة أيضًا".
قلت: هو حديث منكر؛ تفرد به عن عاصم بن بهدلة: عبد الرحمن بن عامر أبو الأسود مولى بني هاشم، وهو: كوفي مجهول، لم يذكروا له راويًا سوى الهيثم، ولم يترجموا له بغير هذا الحديث، وقال الذهبي في الميزان:"لا يُدرى من هو"، وقال في المغني:"نكرة، لا يُعرف" [كنى الدولابي (١/ ٣٢٧)، فتح الباب (٤٧٦)، تاريخ بغداد (١٠/ ٢٣٠)، تاريخ دمشق (٣٤/ ٤٤٧)، الميزان (٢/ ٥٧١)، المغني (٢/ ٥٣٩)، اللسان (٥/ ١٠٩)].
• وقد خولف فيه: رواه عثمان بن سعيد المري: ثنا علي بن صالح، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وأبوهما خير منهما".
أخرجه الحاكم (٣/ ١٦٧)، بإسناد صحيح إلى عثمان.
قال الحاكم:"هذا حديث صحيح بهذه الزيادة، ولم يخرجاه".
قلت: هذا إسناد كوفي لا بأس به، وهو غريب؛ عاصم بن بهدلة: صدوق، وعلي بن صالح بن حي: ثقة، وعثمان بن سعيد المري: كوفي مشهور، روى عنه أهل العراق وأهل الري منهم أبو حاتم الرازي، وذكره ابن حبان في الثقات، ووصفه الطحاوي بالجلالة والحفظ والإتقان [التاريخ الكبير (٦/ ٢٢٤)، الجرح والتعديل (٦/ ١٥٢)، الثقات (٨/ ٤٥٠)، مشكل الآثار (١١/ ٤٢٢)، فتح الباب (٤٤٣٩)، تاريخ الإسلام (١٦/ ٢٧٧)، التهذيب (٣/ ٦٢)].
• وقد علق البخاري في صحيحه طرفًا من حديث حذيفة هذا، فقال:"وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "فاطمة سيدة نساء أهل الجنة""، وذلك في موضعين، الأول في فضائل أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، باب مناقب قرابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قبل الحديث رقم (٣٧١١)، والثاني