في نفس الكتاب، باب مناقب فاطمة - عليه السلام -، قبل الحديث رقم (٣٧٦٧)، ويحتمل أن يكون مراده حديث حذيفة هذا فإنه مطابق للفظ المعلق، ويحتمل أن يكون مراده ما وصله هو في المناقب من حديث عائشة برقم (٣٦٢٤)، إلا أنه قد اختلف رواته في موضع الشاهد منه، والأقرب عندي أنه عنى حديث حذيفة، قال ابن حجر في الفتح (٧/ ١٠٥): "هو طرف من حديث وصله المؤلف في علامات النبوة، وعند الحاكم من حديث حذيفة بسند جيد"، لكنه مال في التغليق (٤/ ٦٩) إلى قصره على حديث عائشة، مع اختلاف لفظه كما ذكرت.
* وله طريق أخرى:
يرويها المسيب بن واضح [ضعيف، تركه جماعة، وله أحاديث منكرة، اللسان (٨/ ٦٩)]، وعبيد بن جناد الحلبي [روى عنه أبو زرعة، وقال أبو حاتم:"صدوق، لم أكتب عنه". الجرح والتعديل (٥/ ٤٠٤)، وذكره ابن حبان في الثقات (٨/ ٤٣٢)، وصحح له في صحيحه (٣٣٢٠ و ٧٤٥٨ و ٧٤٧٩)، وقال الهيثمي في المجمع (٩/ ١٦٢): "وهو ثقة"، ومع هذا قال ابن حجر في الدراية (١/ ٩٠): "ضعيف"، ولم أر له سلفًا في تضعيفه]:
عن عطاء بن مسلم الخفاف الحلبي، عن أبي عمرو [وقيل: أبو عمر، وقيل: أبو عمرة] الأشجعي، عن سالم بن أبي الجعد، عن قيس بن أبي حازم، عن حذيفة بن اليمان، قال: كنت عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[ليلة]، فرأيت عنده شخصًا، فقال لي:"يا حذيفة! هل رأيت؟ "، قلت: نعم، يا رسول الله! قال:"هذا ملك لم يهبط منذ بعثت، أتاني الليلةَ فبشرني أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة"، قال عطاء: وحدثونا أنه - صلى الله عليه وسلم - قال:"وأبوهما خير منهما".
أخرجه الطبراني في الكبير (٣/ ٣٨/ ٢٦٠٩)، وفي الأوسط (٦/ ٢٣٨/ ٦٢٨٦)، وابن عدي في الكامل (٥/ ٣٦٧)، وابن عساكر في التاريخ (١٣/ ٢٠٨).
قال الطبراني:"لم يرو هذا الحديث عن قيس إلا سالم بن أبي الجعد، ولا عن سالم إلا أبو عمرو الأشجعي، تفرد به: عطاء بن مسلم".
وقال ابن عدي بعد أن أخرج عدة أحاديث - وهذا منها - في ترجمة عطاء بن مسلم هذا:"وفي حديثه بعض ما ينكر عليه".
قلت: هو حديث منكر بهذا الإسناد، ولا يُعرف من حديث قيس بن أبي حازم، ولا من حديث سالم بن أبي الجعد، إلا من هذا الوجه، وفي تفرد عطاء الخفاف بهذا نكارة ظاهرة، فإن عطاء كان قد دفن كتبه، وحدث من حفظه فوهم كثيرًا، وقد أنكرت عليه أحاديث، فلم يعد بذاك القوي، واضطرب حديثه [انظر: التهذيب (٣/ ١٠٧)، الميزان (٣/ ٧٦)، علل الحديث ومعرفة الرجال (٢٦٣)، معرفة الثقات (١٢٤١)، مسند البزار (٣/ ١٤/ ٧٦٠) و (٩/ ٣٦٢٦/٩٤)، ضعفاء العقيلي (٣/ ٤٠٥)، الجرح والتعديل (٦/ ٣٣٦)، علل الحديث لابن أبي حاتم (٢٠١٣ و ٢٣٥٨)، المجروحين (٢/ ١٣١)، الكامل (٥/ ٣٦٧)، تاريخ بغداد (١٢/ ٢٩٤)]، وشيخه الأشجعي: لم أعرفه.