• والحاصل: فإن حديث حذيفة حديث صحيح غريب، تفرد به إسرائيل.
° قال الترمذي بعد الحديث رقم (٦٠٤): "ففي هذا الحديث دلالة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى الركعتين بعد المغرب في المسجد".
٣ - حديث ابن عباس:
يرويه طلق بن غنام [كوفي ثقة]، ونصر بن زيد المجدَّر [بغدادي ثقة]، ويحيى بن عبد الحميد الحماني [صدوق حافظ؛ إلا أنه اتُّهم بسرقة الحديث. التهذيب (٤/ ٣٧٠)]:
عن يعقوب بن عبد الله، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يطيل القراءة في الركعتين بعد المغرب، حتى يتفرق أهل المسجد".
أخرجه أبو داود (١٣٠١)، والنسائي في الكبرى (١/ ٢٢٧/ ٣٧٨)، وابن نصر المروزي في قيام الليل (٧٦ - مختصره)، والطبراني في الكبير (١٢/ ١٢/ ١٢٣٢٣)، والبيهقي (٢/ ١٩٠)، والضياء في المختارة (١٠/ ١٠٢/ ٩٧ و ٩٨).
• خالفهم: أحمد بن يونس [كوفي، ثقة حافظ]، وسليمان بن داود العتكي [أبو الربيع الزهراني، وهو بصري نزل بغداد: ثقة حافظ]، قالا:
حدثنا يعقوب، عن جعفر، عن سعيد بن جبير، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بمعناه، مرسلًا.
أخرجه أبو داود (١٣٠١)، ومن طريقه: البيهقي (٢/ ١٩٠)، والضياء في المختارة (١٠/ ١٠٢/ ٩٩).
قال أبو داود: "سمعت محمد بن حميد، يقول: سمعت يعقوب يقول: كل شيء حدثتكم عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فهو مسند عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ".
قلت: المحفوظ هو المرسل؛ فإن من أرسله أثبت وأحفظ ممن وصله، وأما ما نقله أبو داود في أن كل ما أرسله يعقوب عن جعفر عن سعيد، فهو مسند عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلا حجة فيه؛ لأنه من رواية محمد بن حميد الرازي، وهو وإن كان موصوفًا بالحفظ؛ إلا أنه قد أجمع أهل بلده على ضعفه، وكذبه بعضهم، وهو كثير المناكير [التهذيب (١/ ٨٥)].
وهذا الدارقطني إمام علم العلل في زمانه لما سئل عن حديث اختلف فيه على يعقوب القمي عن جعفر عن سعيد، في وصله وإرساله، رجح الدارقطني الإرسال [انظر: العلل (١٢/ ٨٤/ ٢٤٥٠)].
• وقد ذهب إلى ترجيح الإرسال: أبو بكر الأثرم:
قال الأثرم في الناسخ (٦٢): "حديث يعقوب قد أفسدوه، رواه عدة فقالوا: عن سعيد بن جبير عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولم يذكروا ابن عباس، وهذا مرسل".
وقال في موضع آخر (٦٩): "حديث ابن عباس قد أفسده قومٌ، رووه عن سعيد بن جبير مرسلًا في هذا".