للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أخرجه الترمذي (٣٤٤)، وابن أبي شيبة (٢/ ١٤١/ ٧٤٤٠)، وحرب الكرماني في مسائله (١١٦٠)، والبزار (١٥/ ١٥٣/ ٨٤٨٥)، والطبراني في الأوسط (١/ ٢٤١/ ٧٩٠) و (٩/ ٦٧/ ٩١٤٠)، وابن عبد البر في التمهيد (١٧/ ٥٩)، والبغوي في شرح السُّنَّة (٢/ ٣٢٧/ ٤٤٦).

قال البخاري: "وحديث عبد الله بن جعفر المخرمي، عن عثمان بن محمد الأخنسي، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة: أقوى وأصح من حديث أبي معشر" [جامع الترمذي (٣٤٣)].

وقد احتج بعضهم بتقوية البخاري لحديث الأخنسي هذا، وكلام البخاري هنا لا يعدو عقد مقارنة بين إسنادين أحدهما أقوى من الآخر، ولا يلزم من ذلك صحة واحد منهما عند البخاري نفسه؛ والا فلو كان البخاري مصححًا له لأخرجه في صحيحه لشدة حاجته إليه؛ فقد بوَّب في صحيحه، في كتاب الصلاة، (٢٩) باب قبلة أهل المدينة وأهل الشام والمشرق، ثم قال البخاري: "ليس في المشرق ولا في المغرب قبلة، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا تستقبلوا القبلة بغائط أو بول، ولكن شرِّقوا أو غرِّبوا"، ثم أسند حديث أبي أيوب (٣٩٤)، ومراد البخاري من قوله: "ليس في المشرق ولا في المغرب قبلة": يعني: لأهل المدينة والشام [انظر: الفتح لابن رجب (٢/ ٢٨٩)، الفتح لابن حجر (١/ ٥٩٤)].

ومع ذلك فإن الترمذي قد اعتمد كلام البخاري هذا في تصحيح الحديث، فقال: "هذا حديث حسن صحيح"، فأخطأ في ذلك.

وقال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن عثمان بن محمد إلا عبد الله بن جعفر".

قلت: عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن المخرمي: صدوق، وإنما التبعة فيه على الأخنسي.

قال أبو داود في مسائله لأحمد (١٩٠٤): "سمعت أحمد يقول: يروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: "ما بين المشرق والمغرب قبلة"، وليس له إسناد.

يعني: حديث عبد الله بن جعفر المخرمي - من ولد مسور بن مخرمة -، عن عثمان الأخنسي، عن المقبري، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.

يريد بقوله: ليس له إسناد؛ لحال عثمان الأخنسي؛ لأن في حديثه نكارة".

قلت: يعني: ليس له إسناد يحتج به في الأحكام، وأين الأخنسي من أصحاب سعيد المقبري، مثل: الليث بن سعد، وابن أبي ذئب، ومالك بن أنس، وعبيد اللّه بن عمر، وابن عجلان، وإسماعيل بن أمية، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وداود بن قيس الفراء، وعبد الحميد بن جعفر، وغيرهم كثير، كيف يتفرد الأخنسي عن هؤلاء بهذا الحديث الذي هو كالمثل السائر، والعلم الشامخ في مسألة من أهم مسائل شروط الصلاة، وهي استقبال عين القبلة أو جهتها؛ فإن عثمان بن محمد بن المغيرة الأخنسي: وإن وثقه ابن معين، فقد قال ابن المديني: "وروى عثمان هذا أحاديث مناكير عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة"، والبخاري أيضًا وإن وثقه، فقد قال: "وكنت أظن أن عثمان لم يسمع من سعيد المقبري"، ولم يذكر له سماعًا من المقبري في ترجمته من التاريخ الكبير، بل لم أقف له على سماع فيما وقفت عليه من حديثه عن المقبري، مع قلته ونكارة بعضه، وقد قال

<<  <  ج: ص:  >  >>