ذلك أن جماعة النقاد والمصنفين في الصحابة قد أثبتوا صحبته، مثل: البخاري ومسلم وأبي حاتم والبلاذري وابن أبي خيثمة وابن أبي عاصم وأبي القاسم البغوي وابن قانع وابن حبان وأبي أحمد الحاكم وابن منده والحاكم وأبي نعيم وابن عبد البر وغيرهم، ولم أقف على من نفاها عنه، ولم يورده مغلطاي في كتابه: الإنابة إلى معرفة المختلف فيهم من الصحابة [انظر مثلًا: كنى البخاري (٢٠)، كنى مسلم (٥٦٠)، أنساب الأشراف (١١/ ١٢٢)، التاريخ الكبير لابن أبي خيثمة (١/ ٣٧٧/ ١٣٢٤ - السفر الثاني)، الجرح والتعديل (٩/ ٣٥٥)، الثقات (٣/ ١٦)، فتح الباب (١٦٢٢)، الاستيعاب (٤/ ١٦٢٠)، الإصابة (٧/ ٦٥). وانظر بقية المصادر في مصادر التخريج وغيرها].
* وقد اختلف في اسم أبي الجعد، وذهب جماعة من هؤلاء إلى أن اسمه: عمرو بن بكر، ويؤيده رواية ابن الجارود عن عبد الله بن هاشم عن يحيى القطان به، وقال فيه: "عن أبي الجعد عمرو بن بكر الضمري - رضي الله عنه - وكانت له صحبة"، وعبد الله بن هاشم: ثقة، مجود لحديث يحيى القطان، روى عنه مسلم أحاديث عن يحيى القطان وغيره.
* قال الترمذي: "حديث أبي الجعد حديث حسن.
وسألت محمدًا عن اسم أبي الجعد الضمري فلم يعرف اسمه، وقال: لا أعرف له عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا هذا الحديث"، قال الترمذي: "ولا نعرف هذا الحديث إلا من حديث محمد بن عمرو"، قلت: وله حديث آخر ذكره ابن أبي عاصم والبزار وغيرهما [وانظر: البدر المنير (٤/ ٥٨٤)].
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه".
وقال ابن عبد البر في التمهيد (١٦/ ٢٣٩): "هذا الحديث يستند من وجوه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، أحسنها إسنادًا حديث أبي الجعد الضمري".
* قلت: وقد اضطرب فيه أيضًا أبو معشر، فرواه مرة أخرى عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمثله: "من ترك ثلاث جمع من غير علة طبع الله على قلبه: منافق".
أخرجه ابن عدي في الكامل (٧/ ٥٤) (١٠/ ٢٢١/ ١٧٢٦٧ - ط. الرشد).
قلت: وكلاهما وهمٌ، والمحفوظ: رواية جماعة الحفاظ عن محمد بن عمرو.
وانظر وهمًا آخر على محمد بن عمرو: عند ابن عساكر في تاريخ دمشق (١٦/ ٢٨٦).
* وروي من وجه آخر عن عبيدة بن سفيان:
رواه إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي [متروك، كذبه جماعة]، عن صالح بن كيسان [ثقة ثبت]، عن عبيدة بن سفيان الحضرمي، قال: سمعت عمرو بن أمية، يقول: "لا يترك رجل مسلم الجمعة ثلاثًا تهاونًا بها لا يشهدها؛ إلا كتب من الغافلين".
أخرجه الشافعي في الأم (١/ ٢٠٨)، وفي المسند (٧٠)، ومن طريقه: البيهقي في المعرفة (٢/ ٥٢٧/ ١٨١١).