جابر، لا من مسند أبي قتادة، وقد يكون الصواب مع الدارقطني وابن عبد البر في جعل رواية سليمان من مسند أبي قتادة.
* وعلى ذلك: فإن الصواب: رواية الجماعة؛ ابن أبي ذئب، وزهير بن محمد التميمي، وابن جريج، وغيرهم: عن أَسِيد بن أبي أَسِيد البرَّاد، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن جابر بن عبد الله؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"من ترك الجمعة ... " الحديث.
ومن قال فيه: عن أبي قتادة؛ فقد وهم وسلك فيه الجادة والطريق السهل؛ كما قال أبو حاتم والدارقطني، والله أعلم.
* وعليه: فإن حديث جابر حديث مدني صحيح، رجاله ثقات مشهورون، غير أسيد بن أبي أسيد، وهو: أبو سعيد البراد المدني: قال البخاري: "مقارب الحديث"، وذكره ابن حبان في الثقات، وصحح له الترمذي وابن خزيمة وابن حبان والحاكم والضياء، وقال الدارقطني:"يعتبر به"، وقال الذهبي وابن حجر:"صدوق" [التاريخ الكبير (٢/ ١٣)، علل الترمذي الكبير (٣٩٠)، الجرح والتعديل (٢/ ٣١٧)، الثقات (٦/ ٧١)، مشتبه أسامي المحدثين (٦)، تاريخ الإسلام (٨/ ٣٧٨)، الكاشف (١/ ٢٥١)، التهذيب (١/ ١٧٤)، التقريب (٨٤)]، وحديث أبي الجعد الضمري يشهد لصحته، والله أعلم.
قال ابن المنذر في الإقناع (١/ ١٠٥): "وثبت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من ترك الجمعة ثلاثًا من غير ضرورة طبع على قلبه"".
٢ - حديث جابر بن عبد الله:
يرويه جندل بن والق [كوفي صدوق]: نا مندل بن علي، عن ابن جريج، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لعل أحدكم أن يتخذ الضيعة [كذا في المطبوع، ولعلها: الصُّبَّة، كما في الأحاديث الآتية] على رأس ميل أو ميلين أو ثلاثة، تأتي عليه الجمعة فلا يشهدها، ثم تأتي عليه الجمعة فلا يشهدها، فيطبع على قلبه".
أخرجه الواحدي في تفسيره الوسيط (٤/ ٢٩٨ - ٢٩٩)، وأبو الغنائم النرسي في فوائد الكوفيين (٢٤).
قلت: هو حديث منكر، ينفرد به عن أهل الحجاز: مندل بن علي، وهو: كوفي ضعيف، صاحب غرائب وأفراد [التهذيب (٤/ ١٥٢)]، وهذا منها، وكيف ينفرد كوفي ضعيف عن إمام أهل مكة في زمانه دون بقية أصحابه الثقات على كثرتهم!.
* وروي عن ابن المنكدر عن جابر بلفظ مطول بمعناه، ولا يصح أيضًا [عند: أبي يعلى (٤/ ١٤٠/ ٢١٩٨)، والبيهقي في الشعب (٣/ ١٠٥/ ٣٠١٢)(٥/ ٣٣٩/ ٢٧٥٢ - ط. الأوقاف القطرية)] [وهو حديث منكر؛ تفرد به: الفضل بن عيسى الرقاشي، وهو: متروك، منكر الحديث، ينفرد عن ابن المنكدر بما لا يتابع عليه. التهذيب (٣/ ٣٩٤)، الميزان (٣/ ٣٥٦)، المجروحين (٢/ ٢١٠)].