للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

د- موسى بن أبي عائشة، واختلف عليه:

فرواه مروان بن محمد الطاطري [دمشقي، ثقة. التقريب (٩١٢)]: ثنا إبراهيم بن محمد الفزاري [أبو إسحاق الفزاري الإمام: ثقة حافظ، وهو كوفي نزل الشام وسكن المصيصة]، عن موسى بن أبي عائشة، عن أنس بن مالك، قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توضأ وخلل لحيته، وقال: "بهذا أمرني ربي".

أخرجه الحاكم (١/ ١٤٩) وصححه.

وسأل ابن أبي حاتم أباه عن هذا الحديث فقال: "الخطأ من مروان، موسى بن أبي عائشة يحدث عن رجل عن يزيد الرقاشي عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -" [لعلل (١/ ١٧/ ١٦)].

وقال أبو حاتم في موضع آخر (١/ ٤٠/ ٨٤): "هذا غير محفوظ".

• إلا أني وجدت متابعًا له، فقد روي أبو جعفر بن البختري في الجزء الحادي عشر من فوائده (٥٢) قال: حدثنا محمد [يعني: محمد بن الهيثم بن حماد، وهو إمام حافظ ثبت. التقريب (٩٠٤)، السير (١٣/ ١٥٦) قال: حدثنا صفوان بن صالح، قال: حدثنا إبراهيم بن محمد الفزاري أبو إسحاق، قال: حدثني موسى بن أبي عائشة، قال: سمعت أنس بن مالك، يقول: توضأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فشبك لحيته هكذا، وقال: "هكذا قال لي جبريل عليه السلام".

إلا أن هذا في ثبوته نظر، ذلك أن صفوان بن صالح إنما يروي عن أبي إسحاق الفزاري بواسطة، وقد وجدته مرة أدخل بينه وبين أبي إسحاق: عمر بن عبد الواحد السلمي [عند الخطيب في تاريخه (١٣/ ٣٩٨)]، ومرة أدخل الوليد بن مسلم [عند أبي نعيم في الحلية (٣/ ٢٩٧)]، كما أنه ممن يروي عن مروان بن محمد الطاطري، كذلك فإن أبا إسحاق الفزاري لما توفي كان لصفوان من العمر عشرون سنة على أقصى تقدير، أو ستة عشر عامًا على أقل تقدير، ولم يكونا ببلد واحد، فصفوان بن صالح كان في دمشق، وأبو إسحاق كوفي سكن المصيصة، وهذا مما يرجح وجود واسطة بينهما، وأن الواسطة هو مروان بن محمد الطاطري الذي انفرد بهذا الحديث عن أبي إسحاق، والله أعلم.

وعلى هذا فقد خالف مروان بن محمد الطاطري: الحسن بن صالح [ثقة متقن. التهذيب (٢/ ٢٦٤)، وهو أثبت وأحفظ من الطاطري وصفوان بن صالح جميعًا]، رواه عن موسى بن أبي عائشة، عن رجل، عن يزيد الرقاشي، عن أنس به مرفوعًا.

أخرجه ابن أبي شيبة (١/ ٢٠/ ١٠٦) و (٧/ ٣١٨/ ٣٦٤٦٥) ووقع في سنده سقط فلعله من النساخ. وابن أبي حاتم في العلل (١/ ٤٠/ ٨٤)، وأبو جعفر بن البختري في الجزء الحادي عشر من فوائده (٥٣).

قال أبو حاتم: "هذا الصحيح [يعني: حديث الحسن بن صالح]، وكنا نظن أن ذلك غريب [يعني: حديث الطاطري]، ثم تبين لنا علته: ترك من الإسناد نفسين، وجعل موسى عن أنس".

<<  <  ج: ص:  >  >>