للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

* والحاصل: فإن حديث عقبة بن عامر هذا: حديث صحيح، والله أعلم.

٧ - حديث جابر بن عبد الله:

روى كامل بن طلحة، وسعيد بن أبي مريم:

ثنا ابن لهيعة: ثنا معاذ بن محمد الأنصاري، عن أبي الزبير، عن جابر؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فعليه الجمعةُ يومَ الجمعةِ؛ إلا مريضٌ، أو مسافرٌ، [زاد ابن أبي مريم: أو امرأة]، أو صبيٌّ، أو مملوكٌ، ومن استغنى عنها بلهو أو تجارةٍ استغنى الله عنه، والله غني حميد".

أخرجه ابن عدي في الكامل (٦/ ٤٣٢)، والدارقطني (٢/ ٣)، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (٢/ ٢٦٦)، والبيهقي في السُّنن (٣/ ١٨٤)، وفي الشعب (٣/ ١٣٠٥/ ٣٠١) (٥/ ٣٣٩/ ٢٧٥٣ - ط. الأوقاف القطرية).

ومعاذ بن محمد الأنصاري هذا ليس هو الذي يروي عن الأوزاعي، وترجم له العقيلي في الضعفاء (٤/ ٢٠٢)، فإن صاحب الترجمة متقدم في الطبقة على الراوي عن الأوزاعي، والذي يظهر لي أنه هو المترجم له في التهذيب: معاذ بن محمد بن معاذ بن محمد بن أبي بن كعب، خلافًا لما ذهب إليه ابن حجر في اللسان من التفريق بينهما، وهما رجل واحد، يروي عنهما ابن لهيعة [انظر: سنن ابن ماجه (٢٦٣٧)، غريب الحديث للحربي (١/ ٣٨ و ٣٩)، الديات لابن أبي عاصم (١٦٢ و ١٦٣)، مسند أبي يعلى (٦٧٠٠ و ٦٧٠٢ و ٦٧٠٥)، معجم الطبراني الكبير (٦٢٧٦)، الثقات (٩/ ١٧٧)، تاريخ الإسلام (٩/ ٦٢٠)، التهذيب (٤/ ١٠٠)، اللسان (٨/ ٩٥)].

وعليه: فإن معاذ بن محمد الأنصاري هذا: روى عنه جماعة، وقال ابن المديني: "مجهول"، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن عدي: "معاذ بن محمد الأنصاري: منكر الحديث"، ثم أسند له هذا الحديث، ثم قال: "ومعاذ هذا: غير معروف، وابن لهيعة يحدث عن أبي الزبير عن جابر بنسخة، وهذا رواه عن معاذ بن محمد عن أبي الزبير، ومعاذ: لا أعرفه إلا من هذا الحديث"، قلت: هو كما قالا؛ غير معروف، وله أحاديث يسيرة تدل على جهالته، وأنه لم يكن معروفًا بالطلب، وفي بعض ما روى نكارة، لا سيما مع تفرده بهذا الحديث عن أبي الزبير المكي.

وهذا الحديث قد ضعفه: ابن عساكر (٤/ ٦٤٢ - البدر). وعبد الحق الإشبيلي في الأحكام الوسطى (٢/ ١٠١)، وابن القطان في بيان الوهم (٣/ ٣٩٩/ ١١٤٠)، والنووي في المجموع (٤/ ٤٠٤)، وفي الخلاصة (٢٦٥٦)، وابن عبد الهادي في التنقيح (٢/ ٦٩)، وابن الملقن في البدر المنير (٤/ ٦٤٢)، وابن حجر في الدراية (١/ ٢١٦).

فهو حديث منكر؛ تفرد به عن أبي الزبير: معاذ بن محمد الأنصاري، وهو: مجهول، وله ما ينكر، والمتفرد به عنه: ابن لهيعة، وهو: ضعيف.

* فإن قيل: لم يتفرد به الأنصاري:

<<  <  ج: ص:  >  >>