* فقد رواه أبو أحمد بن عدي، قال: كتب إليَّ الحسين بن محمد الآبسكوني وأنا ببغداد: حدثنا محمد بن بندار أبو عبد الله السباك: حدثنا أحمد بن أبي طيبة: حدثنا أبو طيبة، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمام إلا بمئزر، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يُدخلنَّ امرأتَه الحمام، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يقعد على مائدة يدار عليها الخمر، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فعليه الجمعة؛ إلا عبدًا أو صبيًا أو امرأةً أو مريضًا، ومن استغنى بلهو أو تجارة استغنى الله عنه، والله غني حميد".
أخرجه السهمي في تاريخ جرجان (١٩١).
فيقال: إن طرفه الأخير إنما هو من حديث الأنصاري، وهذه متابعة لا يُعوَّل عليها، أبو طيبة عيسى بن سليمان بن دينار الدارمي: ضعفه ابن معين، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال:"يخطئ"، وقد تفرد عن الأعمش وغيره بأحاديث مناكير، منها ما أورده ابن أبي حاتم في العلل، وحكم عليه أبو حاتم بالوضع، والبلية فيه عندي من أبي طيبة هذا، وأبو طيبة يروي عن أبي الزبير بواسطة ابن أبي ليلى، وقد ساق ابن عدي له ثلاثة أحاديث عن ابن أبي ليلى، اثنان منها عنه عن أبي الزبير عن جابر، ثم قال:"وهذه الأحاديث عن ابن أبي ليلى: غير محفوظة"، كما ساق له أحاديث منكرة تفرد بها عن الأعمش، وأحاديث أخرى تفرد بها عن كرز بن وبرة، ثم قال:"وهي كلها غير محفوظة، وأبو طيبة هذا كان رجلًا صالحًا، ولا أظن أنه كان يتعمد الكذب، ولكن لعله كان يشتبه عليه فيغلط" [الكامل (٥/ ٢٥٦)(٨/ ٢٥٣ - ط. الرشد)] [العلل (١/ ٢٦٦/ ٧٨٣)، الثقات (٧/ ٢٣٤)، اللسان (٦/ ٢٦٤)].
وابنه أحمد بن أبي طيبة: قال أبو حاتم: "يكتب حديثه"، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الخليلي:"ثقة، يتفرد بأحاديث"، وقال ابن عدي:"حدث بأحاديث أكثرها غرائب"، ووقفت له على أوهام عن مالك وغيره [التهذيب (١/ ٣٠)، علل الدارقطني (٩/ ١٨٤/ ١٧٠٦) و (١٠/ ١٢٨/ ١٩١٥) و (١٥/ ٩٦/ ٣٨٦٣)، الإرشاد (٢/ ٧٨٩)، تفسير ابن كثير (٢/ ٢٦٣)].
ومحمد بن بندار أبو عبد الله السباك الجرجاني: روى عنه جماعة، وذكره ابن حبان في الثقات [الثقات (٩/ ١٣٨)، تاريخ جرجان (٦٣١)، طبقات الحنابلة (١/ ٢٨٧)، الثقات ممن لم يقع في الكتب الستة (٨/ ٢٠٩)].
والحسين بن محمد الآبسكوني: قال عنه السمعاني في الأنساب: "روى عنه أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ على سبيل الإجازة والكتابة"، قلت: ولم أقف على روايته عنه في الكامل [تاريخ جرجان (٢٧٥)، الأنساب (١/ ٥٧)].
* وهذا الحديث يرويه جماعة عن أبي الزبير عن جابر مرفوعًا بدون موضع الشاهد في الجمعة: بل في دخول الحمام، وفي الخمر، وفي الخلوة بالأجنبية، مطولًا ومختصرًا، بألفاظ متقاربة.