* وانظر أيضًا فيمن وهم على قتادة في إسناده ومتنه: الترغيب والترهيب لإسماعيل الأصبهاني (٩٤٠).
* يبقى السؤال بعد ذلك: إذا كان المحفوظ هو: حديث همام وحجاج، عن قتادة، عن قدامة بن وبرة، عن سمرة مرفوعًا؛ فهل يصح؟
قال عبد الله بن أحمد في العلل ومعرفة الرجال (١/ ٢٥٦/ ٣٦٧): "سألت أبي، قلت: يصح حديث سمرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من ترك الجمعة عليه دينار أو نصف دينار، يتصدق به"؟ فقال: قدامة بن وبرة يرويه؛ لا يُعرف، رواه أيوب أبو العلاء فلم يصل إسناده كما وصله همام، قال: نصف درهم أو درهم، خالفه في الحكم، وقصر في الإسناد".
وقال البخاري: "ولا يصح حديث قدامة في الجمعة" [التاريخ الكبير (٤/ ١٧٧)].
وقال أيضًا: "قدامة بن وبرة العجيفي: بصري عن سمرة، ولم يصح سماعه من سمرة" [التاريخ الكبير (٧/ ١٧٨)، ولم تذكر فيه الجملة الأخيرة. ضعفاء العقيلي (٣/ ٤٨٤)، الكامل لابن عدي (٦/ ٥١)، سنن البيهقي (٣/ ٢٤٨)، البدر المنير (٤/ ٦٩٤)، جامع التحصيل (٢٥٦)، تحفة التحصيل (٢٦٦)].
وقال أبو حاتم: "حديث سمرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من ترك الجمعة فليتصدق بدينار": له إسناد صالح، همام يرفعه، وأيوب أبو العلاء يروي عن قتادة عن قدامة بن وبرة، لا يذكر سمرة، وهو حديث صالح الإسناد" [العلل (١/ ١٩٦/ ٥٦٣)].
وقال ابن خزيمة: "باب الأمر بصدقة دينار إن وجده، أو بنصف دينار إن أعوزه دينار؛ لترك جمعة من غير عذر؛ إن صح الخبر، فإني لا أقف على سماع قتادة عن قدامة بن وبرة، ولست أعرف قدامة بعدالة ولا جرح".
قلت: أما سماع قتادة من قدامة فقد ثبت، كما تقدم بيانه في أول الكلام.
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرَّج لخلافٍ فيه لسعيد بن بشير وأيوب بن العلاء، فإنهما قالا: عن قتادة، عن قدامة بن وبرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرسلًا".
* قلت: قدامة بن وبرة العجيفي: قال ابن معين: "ثقة"، وقال أبو حاتم عن إسناد حديثه: صالح، وقال عنه الحاكم: صحيح، وفيه توثيق ضمني لقدامة، وذكره ابن حبان في الثقات، وقد اعتبره في عداد المجاهيل: أحمد وابن خزيمة، فإنه لم يرو عنه غير قتادة، وقال الذهبي: "لا يُعرف، وثقه ابن معين" [تاريخ ابن معين للدارمي (٦٩٩)، تسمية من لم يرو عنه غير واحد (٢٣)، الجرح والتعديل (٧/ ١٢٧)، الثقات (٥/ ٣٢٠)، الكامل (٦/ ٥١)، الميزان (٣/ ٣٨٦)، المغني (٣/ ١٢٠)، التهذيب (٣/ ٤٣٥)].
وليس له غير هذا الحديث، وحديث آخر عن الأصبغ بن نباتة [متروك، متهم، يروي عن علي ما لا يتابع عليه، عن علي مرفوعًا: "اللَّهُمَّ اغفر للمتسرولات من أمتي، يا أيها الناس اتخذوا السراويلات فإنها من أستر ثيابكم، وخصوا بها نساءكم إذا خرجن"، وفيه قصة [أخرجه يعقوب بن سفيان في مشيخته (٤١)، والبزار (٣/ ١١٢/ ٨٩٨)، والدولابي في