ضعيف، مقاربًا لهلال بن خباب وحكيم بن جبير، وسألت أبا زرعة عنه؟ فقال: كوفي ليس بذاك القوي".
قلت: صحابيه مجهول، لا تعرف صحبته إلا من طريق ابنه، وهو مبهم، ثم المتفرد به: ثوير بن أبي فاختة: ضعفوه، وتركه بعضهم [التهذيب (١/ ٢٧٨)]، فهو حديث باطل، كما قال الجوزقاني، والله أعلم.
٢ - حديث أبي هريرة:
رواه أحمد بن الحسن: حدثنا حجاج بن نصير، قال: حدثنا معارك بن عباد، عن عبد الله بن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الجمعة على من أواه الليل إلى أهله".
أخرجه الترمذي في الجامع (٥٠٢)، وفي العلل الصغير (٤١)، ومن طريقه: ابن الجوزي في التحقيق (٧٨٤)، وفي العلل المتناهية (١/ ٤٥٧ / ٧٨٢).
قال الترمذي في الجامع: "وقد روي عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الجمعة على من آواه الليل إلى أهله"، وهذا حديث إسناده ضعيف، إنما يروى من حديث معارك بن عباد، عن عبد الله بن سعيد المقبري، وضعف يحيى بن سعيد القطان عبد الله بن سعيد المقبري في الحديث.
واختلف أهل العلم على من تجب الجمعة، فقال بعضهم: تجب الجمعة على من آواه الليل إلى منزله، وقال بعضهم: لا تجب الجمعة إلا على من سمع النداء، وهو قول الشافعي، وأحمد، وإسحاق.
سمعت أحمد بن الحسن يقول: كنا عند أحمد بن حنبل فذكروا: على من تجب الجمعة، فلم يذكر أحمد فيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - شيئًا.
قال أحمد بن الحسن: فقلت لأحمد بن حنبل فيه: عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال أحمد: عن النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قلت: نعم.
قال أحمد بن الحسن: حدثنا حجاج بن نصير، قال: حدثنا معارك بن عباد، عن عبد الله بن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الجمعة على من آواه الليل إلى أهله".
قال: فغضب عليَّ أحمد، وقال: استغفر ربك، استغفر ربك، وإنما فعل أحمد بن حنبل هذا لأنه لم يعدَّ هذا الحديث شيئًا، وضعفه لحال إسناده".
وذكر نحو هذا في العلل، وقال في آخره: "وإنما فعل هذا أحمد بن حنبل لأنه لم يصدِّق هذا عن النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ لضعف إسناده، ولأنه لم يعرفه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، والحجاج بن نصير: يضعَّف في الحديث، وعبد الثه بن سعيد المقبري: ضعَّفه يحيى بن سعيد القطان جدًّا في الحديث".
قلت: حجاج بن نصير: ضعيف، وكان يقبل التلقين، لكنه توبع عليه: