فقد رواه مسلم بن إبراهيم [الفراهيدي: ثقة مأمون]، عن المعارك بن عباد، عن عبد الله بن سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من علم أن الليل يأويه إلى أهله فليشهد الجمعة".
أخرجه البيهقي (٣/ ١٧٦).
قال البيهقي: "تفرد به معارك بن عباد عن عبد الله بن سعيد، وقد قال أحمد بن حنبل - رحمه الله -: معارك لا أعرفه، وعبد الله بن سعيد هو أبو عباد: منكر الحديث، متروك"، وقال أيضًا: "ضعيف بمرة، ذكرناه ليُعرف إسناده".
قلت: هو حديث باطل؛ عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد المقبري: متروك، منكر الحديث، ومعارك بن عباد: واهي الحديث جدًّا، أحاديثه منكرة [التهذيب (٤/ ١٠٢)، الميزان (٤/ ١٣٣)]، ويكفي قول أحمد لمن حدثه بهذا الحديث: "استغفر ربك، استغفر ربك"، فهو أعظم في الإنكار من أن يقول له: "هذا حديث منكر"، فكأنه رآه كذبًا.
• وقد روي عن أبي هريرة من وجه آخر موقوفًا عليه قوله، ولا يصح أيضًا [أخرجه ابن أبي شيبة (١/ ٤٤١/ ٥٠٩١)، وابن المنذر في الأوسط (٤/ ١٧٥٧/٣٥)].
وروي مرسلًا عن أبي قلابة:
رواه لوين محمد بن سليمان المصيصي في جزئه (٧٥)، قال: حدثنا محمد بن جابر، عن أيوب، عن أبي قلابة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:"الجمعة على من آواه الليل".
قال لوين: "سمعت رجلًا يذكره لحماد بن زيد، فعجب منه، وسكت، فلم يقل شيئًا".
قلت: هو مع إرساله منكر؛ لتفرد ابن جابر به عن أيوب السختياني، ومحمد بن جابر بن سيار السحيمي اليمامي: ضعيف؛ وكان قد ذهبت كتبه في آخر عمره، وعمي، وساء حفظه، وكان يُلقَّن، ويُلحَق في كتابه [انظر: التهذيب (٣/ ٥٢٧)، الميزان (٣/ ٤٩٦)] [راجع ترجمته تحت الحديث رقم (٧٤٩)].
• وقد صح ذلك من قول ابن عمر:
فقد روى جويرية بن أسماء [ثقة]، وأبو عامر المزني [هو أبو عامر الخزاز، صالح بن رستم، قاله ابن معين في رواية الدوري (٤/ ٨٢/ ٣٢٣٩)، وصالح بن رستم: بصري، ليس بالقوي. تقدم الكلام عليه تحت الحديث رقم (٤٤٩)]:
عن نافع، عن ابن عمر، قال: الجمعة على من آواه الليل إلى أهله.
أخرجه ابن أبي شيبة (١/ ٤٤٠ / ٥٠٧٣)، وابن المنذر في الأوسط (٤/ ٣٥/ ١٧٥٦)، والطحاوي في أحكام القرآن (٢١٤).
وهذا موقوف على ابن عمر بإسناد صحيح.
٣ - حديث جابر بن عبد الله:
يرويه جندل بن والق [كوفي صدوق]: نا مندل بن علي، عن ابن جريج، عن