• فإن قيل: لم ينفرد هذان الغريبان بوصل الحديث، بل تابعهما على وصله أحد الثقات المشهورين، المعروفين بالرواية عن محمد بن حرب، ومن أهل حمص أيضًا:
فقد رواه كثير بن عبيد الحذاء: أبنا محمد بن حرب، عن الزبيدي، عن الزهري، عن أنس بن مالك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - توضأ، فلما فرغ من وضوئه خلل لحيته، وقال:"هكذا أمرني ربي".
أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (٣/ ٦/ ١٦٩١).
قلت: ثبت العرش ثم انقش، فقد رواه الطبراني، قال: حدثنا واثلة بن الحسن العرقي: ثنا كثير به، وشيخ الطبراني واثلة بن الحسن أبو الفياض الأنصاري العرقي، من أهل عرقة من نواحي دمشق، ترجم له ابن عساكر في تاريخه (٦٢/ ٣٦٦)، وقال:"حدث عن عمرو بن عثمان الحمصي وكثير بن عبيد ويحيى بن عثمان، روي عنه سليمان الطبراني وعبد الله بن عدي الجرجاني"، وترجم له ابن ماكولا في الإكمال (٧/ ٢٩٧)، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا، حدث عنه ابن عدي بحديث واحد، ولم يكثر عنه الطبراني في كتبه، ولم يرو له إلا عن كثير بن عبيد، وهو قليل الرواية، فهو مجهول الحال [وانظر: الأنساب (٤/ ١٨١)، الكامل (٥/ ٢٩)، روي له الطبراني في معاجمه الثلاثة، ومسند الشاميين، والدعاء. توضيح المشتبه (٦/ ٢٣٥)، تبصير المنتبه (٣/ ١٠٠٦)]، ولا يثبت بهذا عندي رواية كثير، وعلى فرض ثبوته عنه فيكون الراوي عنه وهم عليه في وصله، ويبقي الأمر على ما قال الذهلي، والله أعلم.
٣ - معاذ بن أسد: ثنا الفضل بن موسى: ثنا السكري -يعني: أبا حمزة-، عن إبراهيم الصائغ، عن أبي خالد، عن أنس بن مالك، قال: وضأت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فخلل لحيته وعنفقته بالأصابع، وقال:"هكذا أمرني ربي عز وجل.
أخرجه البيهقي في السنن الكبري (١/ ٥٤).
وانظر: المهذب للذهبي (١/ ٥٨/ ٢٢٠).
أبو حمزة السكري هو محمد بن ميمون المروزي، وابراهيم هو: ابن ميمون الصائغ المروزي، وأبو خالد هذا لم أهتد لمعرفته، وعليه:
فهذا إسناد مروزي رجاله ثقات؛ غير أبي خالد هذا الذي يروي عن أنس فلم أعرفه، إلا أن يكون هو المترجم له في الجرح والتعديل (٩/ ٣٦٦)، أو يكون هو مطر بن ميمون المحاربي أبو خالد الكوفي؛ فإنه يروي عن أنس، وهو: متروك، منكر الحديث [التقريب (٩٤٧) وغيره]، والله أعلم.
٤ - قال الطبراني في الأوسط (٣/ ٢٢١/ ٢٩٧٦): حدثنا إسماعيل، قال: نا داود بن حماد، قال: نا عتاب بن محمد بن شوذب، عن عيسي الأزرق، عن مطر الوراق، عن أنس بن مالك، قال: وضأت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأدخل يده تحت حنكه فخلل لحيته، فقلت: ما هذا؟ قال: "بهذا أمرني ربي عز وجل.