للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يحتج به" [ضعفاء العقيلي (٢/ ٤)، الجرح والتعديل (٣/ ٣٥٢)، الثقات (٦/ ٢٥٣)، مشاهير علماء الأمصار (١٢٠٥)، التعديل والتجريح (٢/ ٥٥٢)، السير (٦/ ١٩٠)، التهذيب (١/ ٥٣٣)].

وأما قتادة بن دعامة السدوسي؛ فإنه: ثقة ثبت، حافظ عصره، قال فيه ابن سيرين: "قتادة هو أحفظ الناس"، وقد شهد له بالحفظ الذي لا نظير له جماعةٌ، منهم: سعيد بن المسيب، وبكر بن عبد الله المزني، وسفيان الثوري، وابن مهدي، وأحمد بن حنبل، وأبو حاتم [التهذيب (٣/ ٤٢٨)، السير (٥/ ٢٦٩)].

وحديث قتادة عن أبي المليح عن أبيه: يشهد له حديث سمرة [السابق ذكره قبل حديث]، وحديث ابن عمر الآتي بعد هذا.

وإذا نظرنا إلى الوجه الآخر في معنى النعل في اللغة، وهي الأرض الصلبة المرتفعة التي يبرق حصاها، وقيل: ما ارتفع من الأرض وغلُظ، وقال الخطابي: "ما غلُظ من الأرض في صلابة وقال أيضًا: "وإنما قيل للأرض نعل؛ لأنها تنعل وتوطأ ونقل الأزهري في تهذيب اللغة: "قال أبو العباس [هو: ثعلب؛ إمام في النحو، وكان محدثًا، ثقة حافظًا]: ومنه الحديث الذي جاء: "إذا ابتلت النعال فالصلاة في الرحال" يقول: إذا مُطرِت الأرضون الصلاب فتزلَّقت بمن يمشي فيها فصلُّوا في منازلكم، ولا عليكم ألا تشهدوا الصلاة في مساجد الجماعات" [العين (٢/ ١٤٣)، جمهرة اللغة (٢/ ٩٥٠)، تهذيب اللغة (٢/ ٢٤٢)، غريب الحديث للخطابي (١/ ٧٣)، المحيط في اللغة (٢/ ٤٩)، البدر المنير (٤/ ٤٢٤)].

فإذا حملناه على هذا الوجه كانت رواية الحذاء موافقة لرواية قتادة، في كون المطر الذي أصابهم ترتب عليه حصول ضرر بالمكلفين؛ إذا خرجوا فيه قاصدين الجماعة.

قلت: ولعله لأجل ما في حديث خالد الحذاء هذا من الإشكال؛ أعرض عنه البخاري ومسلم، فلم يخرجاه في الصحيحين، مع كون إسناده على شرطهما، وإنما اتفقا على إخراج حديث ابن عمر الآتي برقم (١٠٦٢).

ولحديث أبي المليح عن أبيه طرق أخرى:

١ - فقد رواه داود بن عمرو الضبي [ثقة]: حدثنا علي بن هاشم - يعني: ابن البريد -[صدوق]، عن أبي بشر الحلبي، عن أبي مليح بن أسامة، عن أبيه، قال: أصاب الناس في يوم جمعة - يعني: مطرًا -، فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم -، فنودي أنِ: "الصلاة اليوم - أو: الجمعة اليوم - في الرحال".

أخرجه أحمد (٥/ ٢٤) (٩/ ٤٦٧٨/ ٢٠٦٠٥ - ط. المكنز). وابن قانع في المعجم (١/ ١١)، وأبو علي الرفاء في فوائده (٢٤٦).

قال الدارقطني في الأفراد (١/ ٥٩٣/١٤٦ - أطرافه): "تفرد به علي بن هاشم بن البريد، ولا أعلم حدث به عنه غير داود بن عمرو الضبي".

<<  <  ج: ص:  >  >>