للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الخضِمات، قبل أن يَقدَم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة، وقبل أن يبني مسجده، يدل على ذلك: حديث كعب بن مالك، ... "، وهو الحديث الآتي.

وقال في موضع آخر (٥/ ٣٨٨): "معناه: أنه لم يجمع في الإسلام بعد التجميع بالمدينة إلا في مسجد عبد القيس بالبحرين، فكان أول بلد أقيمت الجمعة فيه المدينة، ثم بعدها قرية جواثاء بالبحرين، وهذا يدل على أن عبد القيس أسلموا قبل فتح مكة، وجمعوا في مسجدهم، ثم فتحت مكة بعد ذلك، وجمع فيها، والمقصود: أنهم جمعوا في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - في قرية جواثاء، وإنما وقع ذلك منهم بإذن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأمره لهم؛ فإن وفد عبد القيس أسلموا طائعين، وقدموا راغبين في الإسلام، وسألوا النبي - صلى الله عليه وسلم - عن مهمات الدين، وبين لهم النبي - صلى الله عليه وسلم - قواعد الإيمان وأصوله، ... ، فيدل ذلك على جواز إقامة الجمعة بالقرى، وأنه لا يشترط لإقامة الجمعة المصر الجامع، كما قاله طائفة من العلماء".

وقال ابن حجر في الفتح (١/ ١٣٢): "وإنما جمعوا بعد رجوع وفدهم إليهم، فدل على أنهم سبقوا جميع القرى إلى الإسلام".

وقال أيضًا (٢/ ٣٨٠): "الظاهر أن عبد القيس لم يجمعوا إلا بأمر النبي - صلى الله عليه وسلم -، لما عُرِف من عادة الصحابة من عدم الاستبداد بالأمور الشرعية في زمن نزول الوحي، ولأنه لو كان ذلك لا يجوز لنزل فيه القرآن".

وهذا المعنى قد سبقه إليه البيهقي فقال في الخلافيات (٢/ ٣٣٠ - مختصره): "وكانوا لا يستبدون بأمور الشرع، فالأشبه أنهم لم يقيموها في هذه القرية إلا من أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

***

١٠٦٩ - . . . محمد بن إسحاق، عن محمد بن أبي أمامة بن سهل، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك - وكان قائد أبيه بعدما ذهب بصره -، عن أبيه كعب بن مالك، أنه كان إذا سمع النداء يوم الجمعة ترحَّم لأسعد بن زُرارة، فقلتُ له: إذا سمعتَ النداء ترحَّمْتَ لأسعد بن زرارة، قال: لأنه أوَّلُ من جمَّع بنا في هَزْمِ النَّبِيتِ من حَرَّة بني بَياضة في نقيعٍ، يقال له: نقيعُ الخضِمات، قلت: كم أنتم يومئذ؛ قال: أربعون.

• حديث حسن

أخرجه ابن ماجه (١٠٨٢)، وابن خزيمة (٣/ ١١٢ - ١١٣/ ١٧٢٤)، وابن حبان (١٥/ ٤٧٧/ ٧٠١٣)، وابن الجارود (٢٩١)، والحاكم (١/ ٢٨١) و (٣/ ١٨٧)، وابن هشام في السيرة (٢/ ٢٨٢)، والفاكهي في أخبار مكة (٤/ ٢٣٣/ ٢٥٤١)، وأبو بكر المروزي في الجمعة وفضلها (١)، وأبو القاسم البغوي في معجم الصحابة (٤/ ٢٤٢/ ٢٨٤٤ و ٢٨٤٥)،

<<  <  ج: ص:  >  >>