أخرجه الطبراني في الكبير (٨/ ٢٤٤/ ٧٩٥٢)، وابن عدي في الكامل (٢/ ١٣٥)، والدارقطني (٢/ ٤) [وفي أسانيد الدارقطني إلى جعفر: ضعف].
وهذا باطل من حديث أبي أمامة، ومن حديث القاسم بن عبد الرحمن الدمشقي؛ فإن جعفر بن الزبير الباهلي الدمشقي: متروك، ذاهب الحديث، قال ابن حبان: "يروي عن القاسم وغيره أشياء كأنها موضوعة، ... ، وروى جعفر بن الزبير، عن القاسم، عن أبي أمامة: نسخة موضوعة" [التهذيب (١/ ٣٠٤)، المجروحين (١/ ٢١٢)].
قال الدارقطني: "جعفر بن الزبير: متروك"، وضعفه ابن حزم في المحلى (٥/ ٤٦)، وقال البيهقي في الخلافيات (٢/ ٣٣٦ - مختصره): "تفرد به جعفر، وهو: متروك الحديث".
وانظر فيمن ضعفه أيضًا: الأحكام الوسطى (٢/ ١٠٤)، بيان الوهم (٣/ ١٠٦/ ٧٩٧).
٣ - عن جابر بن عبد الله:
روى علي بن عاصم [واسطي، صدوق، كثير الغلط والوهم، وقد تركه بعضهم]، عن حصين بن عبد الرحمن، عن سالم بن أبي الجعد، عن جابر بن عبد الله، قال: بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطبنا يوم الجمعة إذ أقبلت عيرٌ تحمل الطعام حتى نزلوا بالبقيع، فالتفتوا إليها، وانفضوا إليها، وتركوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليس معه إلا أربعون رجلًا أنا منهم، فأنزل الله على النبي - صلى الله عليه وسلم -: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا} [الجمعة: ١١].
أخرجه الدارقطني (٢/ ٤)، ومن طريقه: البيهقي (٣/ ١٨٢).
قال الدارقطني: "لم يقل في هذا الإسناد: إلا أربعين رجلًا؛ غير علي بن عاصم عن حصين، وخالفه أصحاب حصين، فقالوا: لم يبق مع النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا اثنا عشر رجلًا".
قلت: وروايته هذه منكرة بذكر الأربعين:
• فقد خالفه وأتى به على الصواب:
هشيم بن بشير، وزائدة بن قدامة، وخالد بن عبد الله الواسطي الطحان، وعبد الله بن إدريس، وجرير بن عبد الحميد، وأبو زبيد عبثر بن القاسم، ومحمد بن فضيل، وعباد بن العوام، وإسرائيل بن أبي إسحاق، وسليمان بن كثير العبدي [وهم ثقات]، وقيس بن الربيع [ليس بالقوي]:
فرووه عن حصين بن عبد الرحمن، عن سالم بن أبي الجعد [قرن هشيمٌ والطحانُ بسالمٍ: أبا سفيان طلحة بن نافع، وربما أُفرد أبو سفيان، أفرده إسرائيل، وقيس، وخالد في رواية]، قال: حدثنا جابر عبد الله، قال: بينما نحن نصلي [الجمعة، مع النبي - صلى الله عليه وسلم -[وفي رواية هشيم: يخطب يوم الجمعة قائمًا]، إذ أقبلت عيرٌ تحمل طعامًا، فالتفتوا إليها حتى ما بقي مع النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا اثنا عشر رجلًا [زاد هشيم: فيهم أبو بكر وعمر]، فنزلت هذه الآية: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا}. لفظ زائدة [عند البخاري].
ولفظ جرير [عند مسلم]: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يخطب قائمًا يوم الجمعة، فجاءت عير