تنبيه: وقع في رواية: محمد بن جعفر [عند الطحاوي والدارقطني في العلل (١٣/ ٣٥٩/ ٣٢٤٥)]: عبيد الله بن حفص، قلبه، إنما هو: حفص بن عبيد الله.
• وفي هذا الحديث إثبات سماع حفص بن عبيد الله بن أنس من جابر بن عبد الله، ويبدو أن أبا حاتم الرازي لم يقف على ثبوت هذا السماع، حيث نقل عنه ابنه في الجرح والتعديل (٣/ ١٧٦) قوله: "ولا يُدرى سمع من جابر وأبي هريرة، أم لا؟ ولا يثبت له السماع إلا من جده أنس بن مالك".
وقد وهم في هذا الإسناد: سليمان بن كثير العبدي، فقد رواه كالجماعة [كما عند الدارمي، وانظر: إتحاف المهرة (٣/ ١١٨/ ٢٦٣٢)]، ورواه مرة أخرى، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن سعيد بن المسيب، عن جابر به.
أخرجه ابن عدي في الكامل (٣/ ٢٨٨) (٥/ ٢٨٢ - ط. الرشد)، وأبو الشيخ في جزء من حديثه بانتقاء ابن مردويه (٧٣)، وأبو القاسم الحرفي في الأول من فوائده (٦٦)، والبيهقي في الدلائل (٢/ ٥٥٦).
قال ابن أبي حاتم في العلل (٢/ ٣٩٧/ ٢٧٠٠): "سألت أبي عن حديث رواه سليمان بن كثير، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، عن جابر بن عبد الله، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ أنه خطب فاستند إلى خشبة فلما اتخذ المنبر حنَّت الخشبة، ... وذكر الحديث، قال أبي: رواه سليمان بن بلال وسويد بن عبد العزيز، عن يحيى بن سعيد، عن حفص بن عبيد الله بن أنس، عن جابر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال أبي: هذا أشبه، وليس لسعيد بن المسيب هاهنا معنى".
وقال الدارقطني في العلل (١٣/ ٣٥٩/ ٣٢٤٥) عن إسناد الجماعة: "وهو الصواب".
ويأتي نقل بقية كلام الأئمة على هذا الإسناد، في آخر طريقٍ، وهو برقم (٨).
٣ - وروى إسرائيل بن أبي إسحاق، والأعمش، وزكريا بن أبي زائدة:
عن أبي إسحاق السبيعي، عن سعيد بن أبي كرِب [قال أبو عوانة عن الأعمش: عن كريب، وهو خطأ، نبه عليه الدارقطني]، عن جابر، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب إلى خشبة، فلما جُعِل منبرٌ، حنت حنين الناقة إلى ولدها، فأتاها فوضع يده عليها، فسكنت. لفظ إسرائيل [عند أحمد]، ولفظ الأعمش بنحوه [عند ابن الأعرابي].
وفي رواية لإسرائيل [عند البيهقي]: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا خطب الناس أسند ظهره إلى خشبة، فلما صنع المنبر، فقدته الخشبة، فحنت حنين الناقة الخلوج إلى ولدها، فأتاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوضع يده عليها، فسكنت.
ولفظ زكريا بن أبي زائدة [عند أبي يعلى]: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقوم إلى خشبة، يتوكأ عليها، يخطب كل جمعة، حتى أتاه رجل من الروم، وقال: إن شئتَ جعلتُ لك شيئا إذا قعدتَ عليه كنت كأنك قائم؟ قال: "نعم"، قال: فجعل له المنبر، فلما جلس عليه؛ حنت الخشبة حنين الناقة على ولدها [وفي رواية: حنين الناقة الخلوج]، حتى نزل النبي - صلى الله عليه وسلم -