قال ابن بطال (٩/ ٤٧٦): "فيه: ما كان السلف عليه من الاقتصار في مطعمهم، وتقللهم، واقتصارهم على الدون من ذلك، ألا ترى حرصهم على السلق والشعير، وهذا يدل أنهم كانوا لا يأكلون ذلك في كل وقت، ولم تكن همتهم اتباع شهواتهم، وإنما كانت همتهم من القوت فيما يبلغهم المحل، ويدفعون سورة الجوع بما يمكن، فمن كان حريصًا أن يكون في الآخرة مع صالح سلفه فليسلك سبيلهم، وليجرِ على طريقتهم، وليقتد بهديهم، والله أعلم".
• وفي الباب أيضًا:
١ - حديث جابر بن عبد الله:
يرويه حسن بن عياش، وسليمان بن بلال:
عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله، قال: كنا نصلي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[الجمعة]، ثم نرجع فنريح نواضحنا، قال حسن: فقلت لجعفر: في أي ساعة تلك؟ قال: زوال الشمس.
أخرجه مسلم (٨٥٨)، وأبو عوانة (٣/ ٣٢٦/ ٣١٢٦ - إتحاف)، وأبو نعيم في مستخرجه عليه (٢/ ٤٤٩/ ١٩٣٤)، والنسائي في المجتبى (٣/ ١٠٠/ ١٣٩٠)، وفي الكبرى (٢/ ٢٧٤/ ١٧١١)، وابن حبان (٤/ ١٣٠/ ١٥٣٨)، وأحمد (٣/ ٣٣١)، وابن أبي شيبة (٢/ ٤٤٥/ ٥١٣٧)، وأبو بكر المروزي في الجمعة (٥٧)، وأبو يعلى (٣/ ٤٣٤/ ١٩٢٤)، وابن المنذر (٢/ ٣٥٠/ ٩٨٤)، والطحاوي في أحكام القرآن (٢٠٣)، وأبو نعيم في الحلية (٩/ ٢٢٩)، وابن حزم في المحلى (٥/ ٤٤)، والبيهقي (٣/ ١٩٠).
قال النووي في المجموع (٤/ ٤٣١): "حديث جابر: فيه إخبار أن الصلاة والرواح إلى جمالهم كانا حين الزوال؛ لا أن الصلاة قبله".
• وروى يحيى بن آدم، وأبو أحمد [الزبيري]، قالا: حدثنا عبد الحميد بن يزيد الأنصاري - قال أبو أحمد: مديني -، عن عقبة بن عبد الرحمن بن جابر، عن جابر، قال: كنا نصلي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الجمعة، ثم نرجع فنقيل، - قال أبو أحمد: ثم نرجع إلى بني سلمة فنقيل، وهو على ميلين -.
أخرجه أحمد (٣/ ٣٣١)، وابن عبد البر في التمهيد (٨/ ٧٢).
عقبة بن عبد الرحمن بن جابر: في عداد المجاهيل [التاريخ الكبير (٦/ ٤٣٥)، الجرح والتعديل (٦/ ٣١٤)، الثقات (٥/ ٢٢٧)، التعجيل (٧٤٥)]، ولا أراه ابن أبي معمر المترجم له في التهذيب (٣/ ١٢٥).
وعبد الحميد بن يزيد الأنصاري المدني: روى عنه جماعة من كبار الثقات، وذكره ابن حبان في الثقات [التاريخ الكبير (٦/ ٥٠)، الجرح والتعديل (٦/ ١٩)، الثقات (٨/ ٤٠٠)].